فيتامينات الإدراك والمسؤولية الشخصية
فيتامينات الإدراك والمسؤولية الشخصية
إن حوادث الطرق تشبه حوادث القلوب التي تحدث في طريق العلاقات الإنسانية نتيجة لتصادمنا مع الآخرين في مفترق طرق، نصطدم بهم ونظل لفترة طويلة، حتى إنها قد تمتد مدى حياتنا، نحاول التعافي وعلاج الجروح النفسية التي لاحقتنا من دون اختيار منا.
كثير من حوادث الطرق والقلوب تحدث أيضًا بسبب إهمال الآخرين وعدم اهتمامهم بسلامتنا وقيمة حياتنا، لأننا غالبًا ما نعتمد على الآخرين ونثق بانتباههم وحرصهم على سلامتنا، ومع ذلك أظهرت الحقيقة أننا نتحمل مسؤولية كبيرة في وضوح خريطة حياتنا، وسلامة قلوبنا، وسلامة طرقنا، وراحتنا النفسية، والحفاظ على روحنا من الذبول.
هل سبق لك أن راقبت محطات سير الألم؟
في المحطة الأولى نبدأ من رصيف التيه والشك، إذ يؤدي تصادمنا بالآخرين إلى فقدان توازننا والشك في جودة تصرفاتنا، نشعر بالتوتر ونتساءل تساؤلات، وقد نلوم أنفسنا على الأخطاء.
وفي المحطة الثانية نتجه نحو رصيف الرثاء، حيث نستمع إلى صوتنا الداخلي ونشعر بالحيرة والشك: “لماذا أنا سيئ؟”، نبحث عن السبب في أفعالنا ونشعر بالعجز.
أما في المحطة الثالثة فنقترب من النهاية ونرفع راية الاستغناء والتقبل، ندرك قيمتنا ونتخلص من السلبيات حولنا بثقة، وتصبح الرؤية واضحة، عند وصولنا إلى تلك المحطة نترجل من قطار الألم وقد اشتد عودنا للألم الذي اعتدناه، هنا تكمن مرحلة النضج والتفهم والعودة من الموت إلى الحياة.
هذه إحدى أفضل الفيتامينات النفسية لتحقيق التوازن على طول طريق الحياة، نصل إليها بعد عديد من التحديات، حينما لا يتبقى لنا كثير من الخيارات، ونصبح أقوياء في لحظات الضعف، وننهض في لحظات الانهيار لنكمل رحلتنا.
الفكرة من كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
عندما نتطلع إلى تأخير شيخوختنا أو تعزيز نشاط أجسادنا ولياقتنا البدنية للحصول أجسام ممشوقة، قد نلجأ بسرعة إلى تناول حبوب الفيتامينات السحرية، لكن هل فكرنا فعلًا في لياقتنا النفسية؟ هل ندرك بالضبط ما تحتاج إليه عقولنا؟
أرجو منك ترك كوب الماء جانبًا، والانضمام إليّ في رحلة استكشاف داخل عوالم النفس البشرية، لنتساءل إذا كانت احتياجات النفس تقتصر على حبوب الدواء لتعزيز اللياقة البدنية، أم إنك تحتاج إلى “فيتامينات نفسية” حقًّا.
مؤلف كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، حاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا.
اختيرت عام 2012 للعمل التطوعي سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين في أوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال دورها سفيرةً للاندماج بفيينا نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم بصفتهم جزءًا من المجتمع.
نُشر لها كتابٌ آخَرُ عام 2021 بعنوان “هل أنت غبي عاطفيًّا”.