فهم طبيعة الغضب
فهم طبيعة الغضب
إن الغضب استجابة عاطفية تساعدنا على التكيف مع التهديد والأذى، إذ يتعرض الإنسان خلال رحلة حياته لكثير من المؤثرات التي تتطلب استجابات غاضبة.
فلماذا يختلف الناس في استجاباتهم للغضب؟ ربما ترى شخصًا قد يغضب لأتفه الأسباب، وآخر قد يتحمل أكبر المشكلات، وهذا يرجع إلى عدة عوامل منها مدى الأذى الذي يتعرض له الشخص وسببه، ومدى توقعه له، فهناك اختلاف بين سرقة حقيبتك وسرقة منزلك، كذلك هناك اختلاف بين الاستجابة لفعل يُراد به الشر وفعل غير مقصود.
يمر المؤثر الذي سبب الغضب بعدة عوامل تؤثر في كيفية الاستجابة له، ومن هذه العوامل: البيئة التي يحدث فيها المؤثر والثقافة، إذ تؤثر الثقافة التي نولد ونعيش فيها في استجابتنا، وكذلك الحالة الانفعالية، فعندما تكون في حالة من السعادة يمكنك أن تتحمل بعض المؤثرات البسيطة، وكذلك الحالة الجسدية إذ أثبتت الدراسات أن أصحاب الأمراض المزمنة أكثر عرضة للغضب من غيرهم.
بعد ظهور المؤثر تأتي الاستجابة ولها ثلاثة أشكال: جسدية، وعقلية، وسلوكية، ويختلف الناس في ما بينهم في أشكال الاستجابة، ففي الاستجابة الجسدية للغضب نجد أن أجسامنا تستجيب بطريقين، إما طريق الحكمة وهو الذي يتخذه الجسم حين يكون لديه وقت للتفكير في التهديد أو المؤثر، وإما طريق الغابة السريع الذي يتخذه في حالات الطوارئ حين يتطلب الأمر استجابة سريعة وهجومية لكي نحمي أنفسنا، فتزيد فيها ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم، وتتوقف عمليات الهضم ونشعر فيه بالحرارة والطاقة، لذلك تكون هناك خطورة من حالة الغضب الدائمة وعدم السيطرة عليها، لأنها تعرض أجسامنا لضغط كبير ومن الممكن أن تصيبنا بالأمراض كارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، لكن عند التعامل مع الغضب بطريقة إيجابية فهذا يساعد أجسامنا بطريقتين، هما: الوقاية الذاتية ضد الخطر، والتخلص من الضغط والتوتر الزائد.
الفكرة من كتاب إدارة الغضب: أبسط الخطوات للتعامل مع الإحباط والتهديد
لقد صُوِّر الغضب في عقولنا على أنه شعور سيئ لا يصح التعبير عنه، بل علينا أن نحتفظ دائمًا بهدوئنا ونتسامح ونعفو، وقد ارتبط الغضب في عقولنا بالأذى والتدمير والهمجية، فلم يذكر لنا أحد الطبيعة الإيجابية للغضب وأهمية حسن إدارته والتعبير عنه، عندها سيكون الغضب قوة محفزة تدفعنا إلى البناء الفعال.
تختلف أحوال الناس عند الغضب، فمنهم من يعجزون عن الشعور بالغضب حتى عندما يتطلّب الأمر هذا فيضيّعون حقوقهم، وآخرون يكبتون غضبهم ثم ينفجرون في أي وقت، وآخرون يصابون بالاكتئاب، وبعضهم يفرغ طاقة الغضب في أقرب الناس إليه.
إن هذا الكتاب سيساعدك على حسن إدارة هذه العاطفة، والتعامل معها وفق ما يسمى بـ”الغضب الحاسم” الذي يتسم بأنه حاسم، وغير عنيف، وأخلاقي، ومسؤول، وله هدف، فهذا الكتاب يتحدث عن فهم طبيعة الغضب، وكيفية إدارته، وكيف نتعامل مع غضب الآخرين، وكيف نتقي الغضب المدمر.
مؤلف كتاب إدارة الغضب: أبسط الخطوات للتعامل مع الإحباط والتهديد
جيل لندنفيلد : طبيبة نفسية وكاتبة، وضمن مدربي التطوير الشخصي الرائدين، ألفت ثمانية من الكتب الأكثر مبيعًا على مستوى العالم، وقد اشتهرت بتقنيات المساعدة الذاتية المبتكرة والعلمية.
من أشهر مؤلفاتها:
طرق مختصرة للاحتفاظ بهدوئك.
الثقة العاطفية.
تحفيز الذات.