فهم الوضع العام
فهم الوضع العام
طبيعتنا الإنسانية تميل بفطرتها نحو البحث عن أنفسنا عن طريق نظرة الآخرين إلينا، وهذا ما قد يجعلنا نهتم كثيرًا بإبراز أنفسنا بأفضل صورةٍ، بإضافة الجديد إلى أنفسنا، كالذي ينشغل بتلميع سيارته يوميًّا بدلًا من إصلاح ما بها من أعطالٍ صغيرةٍ، لماذا؟ لأن الآخرين لهم المظهر أولًا.
بجانب ذلك حرصنا على حصول “السعادة الفورية” يمثل ما يعادل ٩٠% من دافعنا نحو ما نقوم به يوميًّا وبشكل غير واعٍ، كتصفح “السوشيال ميديا” ومتابعة أحوال الناس وحياتهم، فهذا لا يُنظر إليه على أنه وقت ضائع، بل مصدر أساسيّ للترويح عن النفس، إلا أن المشكلة تكمن في زيادة التفاعل عبر هذه الوسائل عن الحد الطبيعيّ، مما يحيد بالإنسان عن العمل على أهدافه الحقيقية البعيدة المدى، فباتت قنوات التواصل الاجتماعي تقوم بمهمة المسكن “الدوائي”، فهي الآن الوسيلة الأسهل للقضاء على الاكتئاب والحزن بشكلٍ سطحي،
بل إنها أصبحت حافزًا أساسيًّا يُوهم به الشخص نفسه بالإنجاز وهو ليس بمنجِر، ويكون التحدي الأكبر في ترك الانغماس فيها لوقت طويل، والتركيز على أعمالنا الحقيقية التي تستلزم جهدًا بالفعل، ولا يخفى علينا أن تأثير البيئة المحيطة له عاملٌ أساسيّ في التأثير في قرارنا للبحث عن السعادة الفورية، فالأمر ليس غريزيًّا، كاحتياج الشخص للأكل والشرب والنوم وغيرها، ولكنّه ينمو بسبب العوامل المحيطة.
الفكرة من كتاب وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزّهم؟
شروعك في قراءة هذه الأسطر الآن دليل مبين على أن أمر الإنجاز يشغلك، فمن منّا لا يريد أن يكون منجزًا في حياته؟ ولكن، هل فكرنا يومًا هل ما يشغلنا بالفعل الإنجاز في ذاته أم مجرد الشعور بالإنجاز؟
لا تخفى علينا جميعًا حقيقة أننا البشر نميلُ بطبيعتنا إلى كسب أكبر قدرٍ ممكنٍ من كل ما نريد، دون رغبةٍ حقيقةٍ منّا ببذل مجهودٍ يذكر في سبيل ذلك، فنبحث عن أسهل الطرق لأداء كل شيء، ونُخلّد إنجازاتنا الماضية ونعيش على أثرها دون رغبةٍ في إنجاز المزيد. يتناول الكاتب مسألةً أسماها “وهم الإنجاز”، وهي تعادل في نظره مجرد الشعور بالإنجاز، وليس العمل الحقيقي الملموس واقعيًّا، يعرض لنا القضية ويفصلها في جزأين من الكتاب، ويحاول في الجزأين الآخرين أن يعالجها، لعلّنا نصلُ بصحبته إلى نقطة انطلاقٍ تغيّر مِنّا وفينا إلى الأفضل.
مؤلف كتاب وهم الإنجاز: كيف يتحرك العامة وماذا يحفزّهم؟
أحمد مُشرف: مدّون ومؤلف سعودي معاصر، بلده الأصلي المدينة المنورة، وإقامته الحالية بمدينة جدة، مؤسس شركة “توثيق” المتخصصة بتوثيق الخبرات والتجارب، يهتم بالكتابة عن سيكولوجية الإنسان، وعن الفن والفنانين، له مدونة إلكترونية تحمل اسم amoshrif.com.
من مؤلفاته:
ثورة الفن: كيف يعمل الفنان وكيف يعمل الآخرون؟
مدوان: عن العمل والفن وسيكولوجيا الإنسان.
مئة تحت الصفر: عمار أحمد شطا.. تحولاته ودروسه وعن مستقبل الأجيال.