فهم الغضب
يعتقد معظم الأشخاص أن الغضب ضار، وأن غيابه سيجعل العالم أفضل لأنه المسؤول عن الاعتداءات، ويتم التنفيس عنه بطرق تجعل شخصًا آخر ضحية وتصاحبه العدوانية والهجوم، ولكن الغضب شعور، والمشاعر جزء من الذات، وهو يتولَّد عندما يتعرَّض الفرد لما يجرحه أو يضايقه.
عندما نشعر بالتهديد يتولَّد لدينا شعوران، وهما الخوف الذي يكون الاستجابة الأولى لأي تهديد، والغضب الذي يعد استجابة وقائية من الخطر، فهما قائمان على أساس الحياة، ووظيفة الغضب الأساسية هي دفع الفرد إلى اتخاذ إجراء لحماية نفسه.
الغضب مصمَّم من أجل حماية وسلامة الإنسان ويجب أن يقبله كجزء من ذاته وإلا سيكون في حرب مع غضبه ونفسه، والغضب شعور طبيعي موجود من أجل الحفاظ على الذات ويمكن استخدامه في وضع حدود صحية، وليس من الضروري أن يؤدي إلى إيذاء الآخرين، بل يجب استخدامه لأخذ إجراء قوي ومؤثر.
الخوف من الغضب يكون غالبًا بسبب الخوف من فقد السيطرة، ولكن فقد السيطرة لا يكون بسبب الغضب، بل بسبب الغيظ؛ وهو خليط من مشاعر الألم والخوف والغضب المكبوتة والمتراكمة من فترات طويلة ويتولَّد بشكل مباشر من الشعور بالعجز، ويسبب مشكلات عندما نكبته بداخلنا، وعندما نخرجه من داخلنا، وقد يؤدي إلى الاكتئاب أو الانتحار أو القتل، ويمكن أن يسبب الاعتداء البدني القاسي من الوالدين الغيظ، فالاعتداء على الطفل يسبب جرحًا عميقًا ويجعل عملية التعافي معقدة ولا تتحقَّق بسرعة.
الفكرة من كتاب الغضب: تعامل معه.. استشفِ به.. لا تدعه يقتلك
نرغب جميعًا في التخلُّص من الغضب، ونتمنَّى ألا نشعر به، ولكن ماذا إذا كان الغضب شعورًا له فوائد ويجب أن نَقبله؟ يطرح الكاتب من خلال خبرته في العلاج النفسي فكرة أن الغضب شعور والمشاعر جزء من الذات، وأننا يجب أن نوجِّه اهتمامنا إلى التعبير عنه بطريقة صحية وليس أن نتخلَّص منه، ويتناول شعور الغضب عند الأطفال والنساء والذكور وعلاقته بالحب وطرق التنفيس عنه بحيث لا يؤدي إلى إيذاء أي شخص ولكن يتم توجيهه بطريقة هادفة.
مؤلف كتاب الغضب: تعامل معه.. استشفِ به.. لا تدعه يقتلك
الدكتور ويليام جراي ديفور: معالج نفسي، ومدرِّب تنفيذي ورئيس مؤسسة التنمية الشخصية والمهنية بولاية تكساس في أمريكا، يقوم بإجراء ورش دولية عن الذكاء العاطفي والصحة الانفعالية في العلاقات الشخصية والعملية، ويساعد الأفراد والمؤسسات على تحقيق التكامل بين الجسد والعقل والروح للوصول بهم إلى مستويات عالية من التكامل الشخصي والمهني، ومعلِّق في راديو ويزدم وكاتب عمود في ويزدم ميديا وعضو في مركز كوبر إيروبكس، ألف وشارك في تأليف العديد من الكتب.