فن الوعي الموقفي
فن الوعي الموقفي
يعمل الوعي الموقفي عمل “الرادار”، إذ تسأل نفسك: هل أنا قادر على فهم الناس والإحساس بمشاعرهم والتعاطف معهم في المواقف المختلفة بناءً على المعرفة العملية بالطبيعة البشرية؟ ومن ثمَّ يشتمل الوعي الموقفي على بناء صورة ثلاثية الأبعاد من مبادئ وقواعد المجتمع المتعارف عليها والتي تحكم المواقف المختلفة، بحيث تُمكِّن الإنسان من تقدير وجهات نظر الآخرين، وكذلك تمكِّنه من امتلاك إحساس عملي بالأساليب التي يتفاعلون بها تجاه عوامل التوتر والصراع والشك، وبناءً على ذلك فإن امتلاك هذا الرادر يعني امتلاك اهتمام حقيقي بالآخرين، وليس الانغماس في الأحاسيس والاحتياجات والاهتمامات الذاتية، فمثلًا الشخصيات التي تقوم بإلقاء التعليقات غير الملائمة في وقت غير مناسب من أجل إثارة ضحك الحاضرين، تُعد تجسيدًا عمليًّا لعدم الوعي الموقفي، وعلاج ذلك يكون من خلال تنمية فن الوعي الموقفي، بأن يعرف الإنسان الوقت المناسب للكلام، ومتى يكون السكوت من ذهب، مستخدمًا في ذلك الحدس وفهم الموقف لتقديم أفضل استجابة.
إن أي تواصل بشري لا يتم إلا في سياقٍ ما لأن السياق هو الذي يُولِّد المعنى الكامن في هذا التواصل، والمعنى بدوره يُحدِّد سلوك أطراف هذا التواصل، وبالتالي يجب علينا أن نُدرِّب أنفسنا على ملاحظة ديناميكيات السياقات الاجتماعية واستغلال ما نلاحظه بفاعلية، ورغم تعقيد وتعدُّد السياقات الاجتماعية، فيمكن أن نُجملها في ثلاثة سياقات لملاحظة ومعرفة ما يحدث، على النحو التالي: “السياق المكاني”، إذ إن لكل حيِّز مكاني صمَّمه الإنسان معناه الواضح، ويحتوي ما يمكن أن يبوح به الإنسان، فتصميم مركز تجاري يُناديك لكي تنفق كل ما في جيبك من مال، وضمن الحيِّز المكاني يضع البشر أحيازًا أخرى لأنفسهم بطرق معيَّنة، مثل “الحيِّز العام”، وهو المساحة الممتدَّة التي يوجد فيها جميع الناس، و”الحيِّز الاجتماعي” كالمساحة التي تحتلُّها طاولة في مطعم، و”الحيِّز الشخصي” وهو الفقاعة الافتراضية المحيطة بالشخص، و”الحيِّز الحميمي” هو تلك المنطقة الصغيرة الملامسة بشكل مباشر لجسد الإنسان.
أما “السياق السلوكي” فهو مجموعة القواعد والأعراف والمعايير المشتركة بين أطراف التواصل، إذ يعتمد نجاح التواصل والانسجام بين الأطراف على درجة اشتراكهم في نفس القواعد السلوكية، وإذا حدث أن طرفًا أو أكثر لم يشترك فيها، فعندها يحدث الصراع والشقاق، فمثلًا ثقافة البحر المتوسط أن الجلوس بطريقة تجعل باطن الحذاء ظاهرًا تعد إهانة وعدم احترام، بينما يتمثَّل”السياق اللفظي” في أن الكلمات تعني أكثر بكثير من مجرد رموز وإشارات منطوقة، فعدم اختيار وانتقاء الألفاظ يؤديان إلى صراعات وسوء فهم، إذ إن الكلمة لا تعني فقط ما تعنيه أنت، بل يجب أن تعني الشيء نفسه لدى الآخرين.
الفكرة من كتاب الذكاء الاجتماعي.. علم النجاح الجديد
يُبيّن المؤلف خلال صفحات الكتاب أن القدرة على التواصل مع الناس بشكل فعَّال ترتكز على ذكاء من نوع خاص، وهو “الذكاء الاجتماعي”، وهو مختلف تمامًا عن حاصل الذكاء العقلي، إذ يعتمد على القدرة على الانسجام والتآلف الجيِّد مع الآخرين وكسب تعاونهم، ويفترض أن الذكاء الاجتماعي مكوَّن من خمسة أبعاد، وكلٌّ منها يتضمَّن سلوكيات اجتماعية ضارة وأخرى مُعزَّزة، ومن يتمتَّع بذكاء اجتماعي هو من يتبع السلوكيات المُعزَّزة.
مؤلف كتاب الذكاء الاجتماعي.. علم النجاح الجديد
كارل ألبريخت: هو مستشار إداري، ومُدرِّب، ومُحاضر، تم إدراج اسمه كواحد من أفضل 100 شخص في مجال إدارة الأعمال، كما أنه خبير في تنمية مهارات التفكير المتقدمة، وله العديد من الكتب في استراتيجيات العمل والأداء التنظيمي، والإنجازات المهنية، منها:
Stress and the Manager.
Practical Intelligence: The Art and Science of Common Sense.
Brain Power: Learn to Improve Your Thinking Skills.
Conversations With a Frog.
Brain Snacks: Fast Food for Your Mind.
Corporate Radar: Tracking the Forces That Are Shaping Your Business.