فن المقابلة
فن المقابلة
تعدَّدت مفاهيم المقابلة حسب أغراضها، لكن ما يُجتمع عليه أنها حديث بين فردين؛ أحدهما الشخص القائم بالمقابلة، والآخر مُلتحق بعمل ما أو مقابلة تشخيصية علاجية أو إرشادية مهنية أو غيرها، ويجب أن يتصف الشخص القائم بالمقابلة بالمهارات اللازمة مثل الخبرة والقدرة على التقييم لكي تتم بنجاح، والمقابلة علم مُكتسب يتبع قواعد وشروطًا معينة، وتقوم على التواصل اللفظي مثل طبيعة مضمون الكلمات ومدى ترابطها وأيضًا التواصل غير اللفظي مثل تعبيرات الوجه ووضع الجسم ونظرات العين، كما أن المقابلة تساعد على تقييم الشخص المقصود من حيث إمكانياته وقدراته أيًّا كان الهدف منها.
وتقوم المقابلة على عدة أسس منها: الاحترام المتبادل بين الطرفين والالتزام الكامل بموضوع المقابلة والبدء بأسلوب لائق، كما أن على الشخص القائم بالمقابلة الاستعداد السليم لها بإعداد الأسئلة المناسبة للموضوع وترتيبها، والتحلي بالمرونة والإصغاء والملاحظة الشديدة، وتهيئة الموضوع للطرف الآخر، والاستئذان من الطرف الآخر لو أراد تسجيل المقابلة من البداية، ومراعاة الصراحة والأمانة في الطرح، وتسجيل الملاحظات المهمة مع ترك مساحة للطرف الآخر كي يعبِّر عن نفسه وأفكاره وانفعالاته، والانتقال السريع بين النقاط ومعالجة الصمت بينهما بموضوعية وذكاء، ويجب أن ندرك أن المقابلة طريقة مختلفة لتقييم الشخص قد تنجح وقد تفشل، وذلك لأن ملاحظات القائم بالمقابلة قد تكون في النهاية خاطئة.
لكن تظل هناك مزايا وعيوب للمقابلة، فمن مزاياها أنها تسمح للتأكُّد من مدى مناسبة الشخص للمهمة المطلوب فيها، وهي طريقة تقييمية شاملة غير محدَّدة تتصف أكثر بالمرونة، أما عيوبها فعدم التأكد من صحة نتائج المقابلة بسبب قلة خبرة وتدريب القائم بالمقابلة، وتأثر القائم بالمقابلة بآراء سلبية مسبقة حول الشخص، وأيضًا من عيوبها أنها لا تصلح للأطفال وأصحاب الإعاقات الذهنية، لأنها تعتمد بشكل كامل على مهارات القائم وتحتاج إلى وقت وجهد ومال، ونتائج المقابلة قد يحدث بها أخطاء وتشكيك بالطرف الآخر، ولكي تتغلَّب على عيوبها يجب وضع أسئلة محدَّدة تتسم بالدقة والموضوعية لكي تحصل على المعلومات المطلوبة.
الفكرة من كتاب مهارات المقابلة الشخصية الناجحة
الحياة تُحتم علينا التعامل بين أفراد المجتمع بمختلف أنواعهم، لذا أكثر ما يُعبر عن الشخص حديثه، فكلماته تصف ما بداخل عقله، كما أن حديث الإنسان مُحلَّل له بمضمون ظاهري على الأقل حتى ظهر علم لغة الجسد أيضًا، وأبدت أهمية سلوك الفرد وتحركاته، فهي بشكل أو بآخر تعطينا معلومات عامة عن الشخصية التي تتحدث، وظهر أيضًا ما يُسمى بالمقابلة؛ من مقابلة عمل أو مقابلة اجتماعية أو شخصية أو غيرها، وهي عبارة عن علم وفن مُكتسب يحتاج أن يُدرس بأنواعه ومضامينه المختلفة، وفي كتابنا هذا يعرض لنا الكاتب مفهوم المقابلة وأنواعه ومزايا وعيوب المقابلة، وأيضًا كيف تجتاز مقابلتك الشخصية بنجاح.
مؤلف كتاب مهارات المقابلة الشخصية الناجحة
محمد حسن غانم: كاتب، وروائي، وأستاذ في علم النفس، ومعالج نفسي مصري تخرج في جامعة عين شمس في قسم علم النفس بكلية الآداب، ونال درجة الماجستير في علم النفس، ثم حصل على الدكتوراه، كما عمل أستاذًا مشاركًا بقسم علم النفس بكلية آداب جامعة حلوان، إلى جانب عمله مدربًا في مجال مكافحة الإدمان، وهو عضو بصندوق مكافحة الإدمان التابع لمجلس الوزراء المصري.
له عدة مؤلفات منها: “حياتك بلا خوف”، و”العلاج النفسي”، و”التأثيرات النفسية لوسائل الإعلام”، و”علم النفس التجريبي”، و”كيف تواجه الضغوط النفسية”.