فن الاستماع وحده لا يكفي!
فن الاستماع وحده لا يكفي!
لنقم بتضييق الدائرة قليلًا، ويعني ذلك أنه أهم من أن تستمع أكثر مما تتكلَّم هو أن تكون مستمعًا جيدًا، فهذا ببساطة يجعلك تصل إلى قلب من أمامك بعمق وتحصل على اهتمامه، ويحكي الكاتب عن طريقة طريفة يلجأ إليها في حال وجد من أمامه يهزُّ رأسه متظاهرًا بالاستماع، وهي أنه يقول في وسط حديثه جملة (في اليونان)، وهي جملة لا علاقة لها إطلاقًا بحديثه، ولكنه يرى أن الشخص يستمر في هز رأسه بالموافقة، وهنا يعلم الكاتب عدم اهتمامه بالموضوع، وأنه إما في حاجة للنظر إلى موضوع آخر يجذب انتباهه، وإما أن هذا الشخص سيكون آخر إنسان يفكر في التحاور معه في أمر يهمَّه.
وينصح الكاتب أيضًا بعدم المبالغة في إظهار الاهتمام بمن يحاورنا، فقد يكون حديثه عن أمرٍ عادي فلا يجب أن يكون ردك بانفعال مثل “يا راااااجل!! مش ممكن”، هنا قد يشعر بلمحة سخرية، أو استخفاف أو ربما أنك تُجاريه، كما يُفضل عدم تكرار ألفاظ التأكيد بينما نسمع، مثل “نعم، نعم” أو بالعامية “أيوة، أيوة”، ونظل نقولها عشرات المرات في الحوار، فألفاظ تأكيد الاستماع هذه يجب أن تكون موجودة بالفعل ولكن بتوازن وبساطة.
أحيانًا بعدما تُدرك أنك يجب أن تكون مستمعًا جيدًا، تشعر أن المُتكلم لا يمثِّل أهمية بالنسبة إليك، وهذا شعور يجب التخلُّص منه، إذ يجب الإيمان بأهمية كل الناس لأنهم مهما اختلفوا فهم متفقون على حبهم للإنسان الصادق الذي يهتم بهم وبكلامهم، ولا يتحدث عن نفسه كثيرًا أو يبحث عمَّن هو أهم منهم لأجل تكوين علاقات مبنية على المصالح.
الفكرة من كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
بفن الكلام وصل أناسٌ إلى حيث لا ينساهم التاريخ، فبه حكم البعض بلادًا، وبه حقَّق البعض الآخر مُبتغاهم ولو كانت مؤهلاتهم أقل من مُنافسيهم لكنهم كانوا مُؤثرين، وربما بفن الكلام خلق صاحبه أفضل العلاقات مع أحبَّته ومن حوله على الأقل، ولا تُوجد وظيفة أو شيء في الحياة إلا وللكلام وفاعليته فيها حضور كبير، فهلَّا اعتبرنا ذلك الفنّ مهارةً وجب علينا اكتسابها حتى نصل على نحو أسرع إلى ما نُريد.
مؤلف كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
إيهاب فكري: كاتب وباحث في علوم الإدارة، حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، كما حصل على الدكتوراه في استراتيجيات التسويق من الجامعة الأمريكية بلندن، وقد عمل في مجال الإدارة في كثيرٍ من الشركات العالمية، كما عُرف بإسهاماته في التدريب والمحاضرات العامة.
من أبرز مؤلفاته:
4 شارع النجاح.
أصحاب الكاريزما.
بين يدي أستاذي.