فن الاستكشاف
فن الاستكشاف
من القضايا التي تهم فئة القراء المطلعين أصحاب الخطط مما يتعلَّق بأبواب العلم أيضًا، ألا وهي كيفية استثمار الوقت المخصص للقراءة لتحقيق أفضل النتائج الممكنة، ومن الوسائل التي تساعد على ذلك ما يُسمَّى بـ”قراءة الجرد”، وفيها يقوم القارئ بمطالعة الكتاب على نحو سريع منتبهًا إلى هيكله العام، والأفكار والقضايا التي يناقشها الكتاب بحيث يخرج من هذه القراءة بتصوُّر واضح عن مدى حاجته إلى الكتاب وموطن الحاجة منه.
قراءة الجرد ليست تصفحًا عشوائيًّا لا يعلق معه شيء في الذهن، إنما هي تصفُّح منظَّم يُجرَد فيه الكتاب جردًًا سريعًا قبل الانخراط في تفاصيله، وهذه الطريقة ليست بجديدة على مجتمع القرَّاء، فلقد كانت شائعة بجانب طرق أخرى قديمًا كالضبط والتصحيح والتأمل والاستظهار والحفظ إلى آخره.
يخشى البعض عدم الفَهم نتيجة السرعة التي تتميَّز بها طريقة الجرد لكن القراءة ببطء أيضًا تُنتج عدم الفهم، ويقول عالم الرياضيات والفيزياء الفرنسي المعروف باسكال: “حين نقرأ بسرعة شديدة أو ببطء شديد فإننا لا نفهم شيئًا”، وأنت لا تستطيع أن تُدرك التصورات العامة للكتاب التي تتضح من خلال الروابط بين المفردات إلا إذا قرأتها بسرعة، ثم إنك حين تتباطأ يمكن أن تتعرَّض لشرود الذهن.
وتظهر فائدة قراءة الجرد على نحو واضح في المتون ومطوَّلات الكتب الشرعية كالكتب الستة والتفاسير ونحوها، وذكر المؤلف نماذج للاقتداء بها في هذا الفن، ومن ذلك: إجماع المترجمين لابن تيمية ممَّن عاصره ثم من روى عنه على التعجب من أمرين في شخصيته: سرعة القراءة وسرعة الكتابة، وقال عنه الذهبي: “وكان الشيخ.. سريع القراءة”، وجاء في ترجمة الفيروز آبادي أنه قرأ بدمشق صحيح مسلم في ثلاثة أيام، ونحوهم من أخبار السلف وأهل العلم والمجتهدين كثير لمن أراد الاستزادة.
الفكرة من كتاب مسلكيات
العلم والإيمان صنوان في الحياة، وفي هذا الكتاب يتطرَّق الكاتب إلى بابي العلم والإيمان مأخوذًا بكثرة اقترانهما معًا في كتاب الله (سبحانه)، من خلال مجموعة من المقالات المتنوعة كالتي تتعلق بفنون القراءة والتصنيف، والتصور الخاطئ عن تحقيق الإنجاز والتمكين، وما يتعلق بشعائر وعبادات إيمانية ونحوها من الأفكار التي تتعلَّق بهذين البابين، معضدًا ذلك بالعديد من الأمثلة والنماذج لأهل العزائم والهمم.
مؤلف كتاب مسلكيات
إبراهيم عمر السكران: كاتب، وُلد في الرابع من أبريل عام 1976، درس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عامًا واحدًا، ثم تركها متوجهًا إلى كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ونال درجة الماجستير في السياسة الشرعية من المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم توجه إلى بريطانيا ونال درجة الماجستير في القانون التجاري الدولي في جامعة إسكس بمدينة كولشستر.
ومن أهم مؤلفاته: مآلات الخطاب المدني، ورقائق القرآن، وسلطة الثقافة الغالبة، والماجريات.