فن الإلقاء
فن الإلقاء
لقد حُكِم على إدموند بورك بأن يكون خطيبًا فاشلًا، رغم أنه كان يكتب خطبًا ممتازة جدًّا من ناحية المنطق والحكمة والإنشاء، حتى إنها تُدرَّس كنماذج خطابية كلاسيكية في نصف جامعات أمريكا، وذلك لأنه فشل في إلقائها أمام الجمهور، إذ لم تكن لديه القدرة على إيصال أفكاره وإظهارها بطريقة مناسبة.
وفي نفس الوقت إن للإلقاء الجيد القدرة على إظهار المحتوى الهزلي على أنه ذو شأن كبير، وذلك لأن الأمر لا يعتمد كثيرًا على ما تقوله مثلما يعتمد على طريقة إلقائه.
فكما قال اللورد مورلي: “هناك ثلاثة أشياء مهمة في الخطاب: من يلقيه؟ وكيف يلقيه؟ وما الذي يقوله؟ والأقل أهمية من بينها الأخيرة”.
إذًا كيف نقوم بالإلقاء الجيد، ونجعل المستمع يشعر بأن هناك رسالة موجهة من ذهن وقلب الخطيب إلى ذهنه وقلبه؟
في البداية يجب أن يكون أسلوب الحديث أسلوبًا طبيعيًّا، وأن يتحدث الخطيب بشكل مباشر مثلما يفعل خلال جلسة سمر، وهذا الأمر ليس سهلًا كما يبدو، والطريقة الأمثل لاكتساب الأسلوب الطبيعي هي التدريب، فحينما تجد نفسك تتحدث بشكل متكلف، توقف وأخبر نفسك أنك لست بإنسان آلي.
وكذلك من الأمور المساعدة: الإخلاص والحماس والصدق، فعندما يكون الإنسان تحت تأثير مشاعره تبرز ذاته الحقيقية، وتزال من أمامها القضبان، وتُخرق أمامه كل الحواجز، فيتصرف بشكل طبيعي، ويتحدث بتلقائية.
وأيضًا قدم لنا الكاتب نصائح إضافية للتوضيح، ونحن نستخدمها لا شعوريًّا عندما نتحدث مع الآخرين، أولها: تشديد النطق على الكلمات المهمة، والتقليل على غير المهم منها. وثانيها: تنوع طبقات الصوت خلال التحدث من العلو والانخفاض، مثل تموج سطح البحر، مما يبعدها عن الرتابة. وثالثها: تغير معدل سرعة الصوت، فعند التحدث بكلمات غير مهمة تقال بسرعة كبيرة، أما الكلمات أو الجمل التي نود التركيز عليها تقال بسرعة أبطأ، وكانت هذه أفضل طريقة بالنسبة إلى إبراهام لنكولن كما أخبرنا والتر ستيفين في كتابه “تقارير لنكولن”.
وأخيرًا: التوقف قبل وبعد الأفكار المهمة، فعند المرور بفكرة نود ترسيخها وتوكيدها بأذهان المستمعين، علينا أن نتوقف ونصمت للحظة، مما يضيف إلى قوة العبارة، ويساعد على تأدية الرسالة.
فكما قال كيبليمغ: “من خلال صمتك تتكلم”.
الفكرة من كتاب الخطابة فن..كيف تكسب الثقة وتؤثر في الناس؟
رُبما تعرضت أو ستتعرض لموقف يحتم عليك أن تُلقي خطبة أمام عدد من الناس، أو أن ترغب في عرض أفكارك بوضوحٍ وسلاسة لمجموعة من أهلك أو أصدقائك أو زملائك بالعمل.
كيف ستتغلب على خوفك من مواجهتهم، وتتجنب موقفًا مثل نسيان مقولتك؟ وكيف ستجعل لعبارتك أبلغ الوقع وأشد التأثير فيهم؟
سيساعدك الكاتب على تخطي ذلك الأمر، بل ومن خلال هذا الكتاب سَيُقدِّم لك العديد من النصائح المدعومة بأمثلة عملية لتصبح خطيبًا ماهرًا.
مؤلف كتاب الخطابة فن..كيف تكسب الثقة وتؤثر في الناس؟
ديل كارنيجي: كاتب ومحاضر أمريكي، ومطوِّر الدروس المشهورة في تحسين الذات، ومدير معهد كارنيجي للعلاقات الإنسانية، ولد عام 1888م، وتوفي عام 1955، بعد أن أصيب بسرطان الدم من نوع لمفومة هودجكين.
له عدة مؤلفات من أشهرها:
فن التعامل مع الناس.
كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟
“دع القلق وابدأ الحياة”، الذي ترجم إلى لغات عدة وانتشر في العالم العربي والإسلامي.
معلومات عن المُترجم: حازم عوض