فنُّ اتخاذ القرار السريع
فنُّ اتخاذ القرار السريع
إننا في عصر التغيير السريع الذي يحتاج إلى قرار سريع في وقت قصير، والقرار السَّريع يتيح لك عددًا أكبر من الخيارات مستقبلًا، ولكن التركيز على السُّرعة قد يفقد القرار قوَّته، ويجعل العملية أكثر صعوبة وخطرًا، إن ما نحتاج إليه هنا أن نغيِّر طريقة تعامل الفريق مع المعلومات، وأن نجعل أخذ القرار أكثر رشاقة بعيدًا عن الإجراءات الروتينية، وأن نشيع روح اللامركزية قليلًا، مستفيدين من حدس الخبراء وسرعة وصول المعلومات والترابط بين الأعضاء، ولا مانع من أن يتم اختبار السوق وطرح المنتج والاستفادة من التغذية الراجعة من مستهلكي الخدمة وإجراء التعديلات السريعة وفقًا للاستجابات.
إن إطار الوقت في اللحظات الحاسمة ضيِّق للغاية وهذا ما يجب أن يدركه قائدو هذه اللحظات، التي يجب أن يثبتوا فيها حضورهم وتأثيرهم وأهميتهم، لعلَّك تتساءل كيف ذلك؟ إن الخطوة الأولى هي أن تصعد إلى الشُّرفة لترى المكان من أعلى وتتساءل ما أهداف الشركة وثقافتها، ومَنْ زبائنها والصَّناعة المتميِّزون فيها حقًّا؟ وهذا يساعدك على التفكير الاستراتيجي الجيِّد، وأن تدرك الحقيقة، ثم تتأكَّد من مدى قوة مكانتك ومصداقيَّتك في الشركة لتعلم قدر الوقت المتاح لك للحل، وما هو متوقَّع منك، ثم عليك أن تهتم بآراء الخبراء في الشركة والمديرين المتمرسين فيها، وألا تتوصَّل إلى جميع الإجابات بمفردك، لأنك لن تستطيع فعل كل شيء، أو فهم كل شيء، فإذا كانت اقتراحاتك غير مدروسة جيدًا فقد خسرت جزءًا كبيرًا من ثقة التابعين.
استمع للحقيقة التي تحتاج أن تصل إليها، يقول روبرت أ. ايكرت: “إن الاعتراف بنقص معرفتي بشأن أفراد الشركة ونقص ثقافتي -السماح عمليًّا للموظف أن يكون مديرًا في أوضاع معينة- قد ساعدني فعليًّا على القيادة”، وتذكَّر أنه لا بدَّ أن تنجز مكاسب على المدى القصير لشحذ الهمم خلفك، وإذا سقطت في حفرة نتاج قرار سيئ فإيَّاك أن تستمر في الحفر، بل أوقف خسائرك فورًا ولا بأس أن تتخذ قرارًا معاكسًا، ولكن الشائع هنا أن الكثيرين يستمرون في خيارات تبرر القرارات السابقة.
الفكرة من كتاب اضبط وقتك
الوقت هو المعادل الموضوعي للحياة ويسير في اتجاه واحد ولا يتوقَّف أبدًا، إذ إن الساعات الأربع والعشرين التي تمرُّ على أكثر الأشخاص نجاحًا هي ذاتها التي تمرُّ على غيره، ولعلَّني إذا سألتك عن أكثر الأشياء التي تشكِّل لك إحباطًا في عملك وحياتك فقد تكون إجابتك “ليس لديَّ الوقت الكافي لكي أقوم بجميع مسؤوليَّاتي”، أنت لست وحيدًا، ففي مشهد الحياة الحالي السريع والتدفُّق الهائل للمعلومات وكثرة وسائل التشتيت، قد تفقد فعلًا السيطرة على وقتك، وتشعر بالإحباط، وقد تتوقَّف عن الإنجاز، لذا فإليك هذا الكتاب.
مؤلف كتاب اضبط وقتك
هذا الكتاب مقدَّم ضمن سلسلة القيادي الناجح التي أصدرتها كليَّة هارفارد لإدارة الأعمال، وهو مقالات متفرِّقة لمجموعة من الكتَّاب والمستشارين ورؤساء التحرير والأساتذة الجامعيين الأكفاء، وتقدِّم السلسلة أحدث ما توصَّل إليه قادة الفكر والباحثون والمديرون في مجال الإدارة، وبرامج التدريب.
من الكتب الأخرى في السِّلسلة: فرق العمل المنسجمة، وعروض تقنع وتحفِّز، واتصالات وجهًا لوجه للتأثير والوضوح، واستبقاء أفضل موظفيك، وإدارة ذاتك وإعدادها للعمل الذي تريد.