فنيات الارتجال
فنيات الارتجال
تتوقَّف جودة الارتجال على عدة فنيات أو أسس يرتقي الارتجال باتباعها، ومن تلك الفنيات: تكوين صلات عميقة مع الناس والحفاظ عليها في أحسن أحوالها، فلو أنك المسؤول في العمل فإنه كلما زادت العلاقات الطيبة وقويت الصلات بينك وبين أفراد العمل كانوا أكثر استجابة لارتجالك وأكثر قابلية للتعلم والتطوير وأقل تصارعًا وجدالًا بما لا يفيد، ومما يوضِّح أهمية الصلات والعلاقات الإنسانية ما ذكره الكاتب من أنه قد أجريت تجربة على قطعتين من نسيج قلب حي وُضعوا متقاربين دون تلامس، وعندما تعرَّضت إحداهما لتيار كهربائي كي تنبض؛ وُجدت القطعة الأخرى تنبض كذلك ما دامت قريبة من الأولى! في حين أنك لو جرَّبت هذه التجربة مع نسيج من الدماغ أو العظام فلن يحدث ذلك مما يبرهن على أهمية الصلات القوية بين أبناء الجنس البشري الواحد، وهكذا كلما كانت الصلات والروابط أعمق استجاب لك الأفراد وتحقِّق المطلوب.
ومن فنيات الارتجال أن تعلِّق على إجابات وتعليقات المشاركين والاستماع إليها بإصغاء، ولا يعني ذلك أن توافقهم كل شيء يُقال، فثمة إجابة يمكن استعمالها وهي: “نعم، ولكن..” حيث توضح “نعم” أو ما شابهها أنك قد استمعت إلى ما يُقال وتؤيد حق الفرد في التعبير عنه ولكن في نفس الوقت تأتي “ولكن” وما بعدها لتحرِّرك من الالتزام بكل إجابة أو تعليق من المشاركين، إذ لا يلزم أن يتفق الجميع على كل ما تقول، ولا يعني الإجماع ذلك، بل المهم أن يتفق الأغلبية معك، ومن فنياته كذلك خلق جو محفِّز على المشاركة، ويكون ذلك بطرح الأسئلة وجمع الآراء وإدخال شيء من المرح.
الفكرة من كتاب الارتجال: كسب الناس والجماعات بالعفوية
لا تخلو الحياة من الحاجة إلى الارتجال سواء في الحياة الشخصية أو المهنية، فكل ما نريد إيصاله إلى الآخرين يتم بالارتجال وكل نقاش أو اجتماع أو عرض لمشكلة يتم بالارتجال أيضًا، لذلك لا مفرَّ من الاهتمام بشأن الارتجال وتعلُّمه وتطويره حتى يكون التواصل فعَّالًا وإيجابيًّا ومثمرًا ويحقِّق الأهداف، ويستعرض الكتاب مفهوم الارتجال وأهميته وأسسه ومبادئه وأساليبه وغير ذلك من قضاياه.
مؤلف كتاب الارتجال: كسب الناس والجماعات بالعفوية
روبرت لوي Robert Lowe رائد ومدرب أمريكي متقاعد في فن الارتجال، ومؤسس “Improvisation Incorporated” وكان من أكبر المدربين فيها، كما عمل أستاذًا جامعيًّا ومستشارًا في مجال الإدارة، ولعب عدة أدوار وشغل مناصب مختلفة.
ومن مؤلفاته: “Consumer Law and Practice” ،”Public Schools in Hard Times : The Great Depression and Recent Years”.
معلومات عن المترجم
عبد الإله الملّاح باحث ومترجم سوري، وُلد عام 1940م بحلب لأسرة عريقة، التحق بالجامعة الأمريكية بحلب ودرس فيها الإنجليزية ثم عمل صحفيًّا، منحته مدينة بوسطن الأمريكية مواطنة شرفية ومفتاح المدينة الفضي تكريمًا له وُعدَّ سفيرًا للنوايا الحسنة.
من ترجماته: تاريخ هيرودوت، محاضرات نوبل، والبعد الرابع للحرب.