فنون الكتابة
فنون الكتابة
يفصِّل الكتاب مجموعة من المقومات على الكاتب الجيد الإلمام بها لتجعل من نَصِّه وحدة متماسكة سليمة البنيان.
وأول هذه الفنون أن يحدد الكاتب مكامن الضعف والقوة في الجمل والكلمات، والبحث عن أكثر التراكيب اللغوية ملاءمة لإيصال الفكرة، وذلك من خلال إيجاد المواضع التي ينبغي فيها الإيجاز أو الإطناب أو المجاز أو التورية وغيرها.
والفن الثاني هو التنقيط، لأن الكتابة تفتقر إلى ما للحديث من مَزيَّة تعبيرات وجه المتحدث والتأثير المصاحب لصوته، تأتي “علامات الترقيم” أو “التنقيط” لتمنح طاقة للكلمة المقروءة، تيسر الاتصال بين الكاتب والقارئ، فيفهم مغزى هذه الجملة وذاك السؤال، وتتضح المشاعر التي يريد الكاتب بثَّها في قارئه، ما بين تعجب وازدراء ولين وشدة وغيرها مما قد توحي به الكلمات، ويحظى هذا الفن باهتمام مدارس تعليم الكتابة الغربية وبعناية أرباب اللغة العربية الأوائل.
ثالث هذه الفنون هو الإملاء، ولإجادته لا غنى لأي كاتب عن ملازمة قواميس اللغة، فهي وسيلته لتكوين حصيلة واسعة وأساس لغوي سليم، وتذهب بعض الآراء إلى أن القراءة خير طرائق تعلم الإملاء فبها تعتاد العين الكتابة الصحيحة للكلمات وتتفادى الأخطاء الشائعة.
آخر هذه الفنون هو الأسلوب، أي طريقة الكاتب المتفردة في استخدام اللغة للتعبير عن أفكاره،وليس تغيير أسلوب كاتب ما بالدراسة يسيرًا، فهو نتاج ثقافته ونشأته وما تأثر به خلال حياته، ولكن من الممكن تحسين هذا الأسلوب إذا اهتم الكاتب بجودة ما يقرأ ليتعلم ممن سبقوه، مع استمراره في الكتابة حتى يتبين أسلوبه الخاص.
الفكرة من كتاب اقرأ: صناعة الكتابة وأسرار اللغة
قد لا نكون مخطئين إذا ظننا أن للناس جميعًا قدرةً على الكتابة، وأنها ليست حكرًا على قلة من البشر يختلفون عن غيرهم، ففي داخل كل منا حكاية أو فكرة تراوده تصلح لأن تروى، ولكن قليلًا منها ما يخرج في صورة كتاب، وما يميز بين إنسان له حكايته وكاتب، أن الثاني لديه تلك الرغبة القوية في تدوين حكايته وأفكاره من خلال الكتابة، أما الكاتب الذي يبلغ مرحلة الإبداع، فهو من يتمكن من ترك بصمته في ساحة الكتابة.
ومن خلال تجربتها في الكتابة والصحافة، تخبرنا الباحثة في هذا الكتاب عن أسرار عملية الكتابة وتفاصيلها وفنونها، وتنزع عن اللغة غموضًا يُرهب المبتدئين من خوض التجربة.
مؤلف كتاب اقرأ: صناعة الكتابة وأسرار اللغة
سلام خيّاط: صحفية وروائية وشاعرة عراقية، كتبت لعديد من الصحف والمجلات العربية وحررت في الصحف اللندنية مثل جريدة “الشرق الأوسط” ومجلة “التضامن”، وقدمت عديدًا من البرامج منها: برنامج “معكم”.
رومن مؤلَّفاتها المنشورة:
“السطور الأخيرة”.
“ممنوع الدخول.. ممنوع الخروج” رواية.
“البغاء عبر العصور.. أقدم مهنة في التاريخ” دراسة.