فلنلعب لعبة “أب وأم”
فلنلعب لعبة “أب وأم”
تدخل الأم على أطفالها وهم يلعبون مع أقرانهم، فتجدهم يكشفون ملابسهم أمام بعضهم، فتصرخ وتعنِّف، يتكرَّر هذا الموقف في كثير من البيوت، والأطفال لا يستوعبون ردة الفعل، والحقيقة أن الطفل يستكمل نموه الجنسي ما بين الثانية والخامسة من عمره، وفي تلك الفترة يكون فضولهم لاكتشاف أجسادهم وأجساد الآخرين كبيرًا، وهذا العمر مناسب لتعليم الأطفال أسماء تلك الأعضاء ووظيفتها، وإكسابهم الخصوصية، فيتعلَّم في تلك السن ألا يتعرَّى مطلقًا، ولا يسمح باستحمام الأطفال معًا، ويتعلَّم الاستئذان قبل الدخول على أمه وأبيه، ويفضل ترك الأطفال في مجموعات أكثر من ثلاثة عند اللعب، والحل في موقف مثل ذلك هو الحسم بهدوء تام، فتقول الأم: “عندما تلعبون فافعلوا ذلك وأنتم مرتدون ملابسكم، ارتدوا ملابسكم في الحال”، وساعدوهم في ارتدائها فقط، ومن المهم أن تميز الأم بين لعب الاكتشاف والفضول الطبيعي وبين الممارسات الجنسية، فإذا شوهد طفلان يقبل كلاهما الآخر من الفم فلا شك أنهما شاهدا مثل ذلك على التلفاز مثلًا.
من أين جئت؟ كيف دخل الطفل في بطنك يا أمي؟ كل تلك الأسئلة الفضولية يطرحها الأطفال ويخجل منها الآباء وتؤرِّقهم، ولكن تلك الأسئلة هي كنز يجب استغلاله في التوجيه والتوضيح، مع عدم إغفال المقدِّمات التربوية والأخلاقية، ومن الأخطاء التي يقع فيها الآباء أن يغضبوا وينفعلوا أو يشعروا بالحرج، كذلك تحويل الأسئلة إلى محاضرات طويلة يملُّ منها الطفل ولا يستفيد منها، والأفضل هي الإجابات المختصرة المركزة، ومن الأخطاء أيضًا استجواب الطفل وملاحقته بالأسئلة، والأفضل أن تحول إلى أسئلة حوارية مثل: “ماذا تعرف عن هذا الموضوع؟ كيف توصَّلت إلى تلك القناعة؟”، يجب أيضًا تجنُّب عدم الإجابة، والاستهزاء والسخرية، أو التناقض في الإجابة، أو إظهار الجهل التام، والصحيح أن تخبر الطفل أنك ستبحث معه، كذلك تغيير الموضوع وتشتيت الطفل بينما يدرك هو أنك تتهرَّب منه.
الفكرة من كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
تصوَّر أنهم يريدون من الآباء أن يتحدثوا مع أبنائهم عن الجنس، إننا في آخر الزمان، صحيح لقد مات الحياء في الناس، كثيرًا ما يكون هذا رد فعل الآباء عندما يحثُّهم المختصون على تثقيف أولادهم وتربيتهم جنسيًّا، وربما هم معذورون لاختلاف زمانهم عن زمن الانفتاح اليوم، ولظنهم أن التربية الجنسية تعني تعليم الأبناء ممارسته، وهذا غير صحيح بالطبع.
إن الثقافة الجنسية هي توعية الطفل حول مفاهيم كالرجولة والأنوثة، وطبيعة الرجل والأنثى وطريقة التعامل بينهما، وضبط تصوراته عن الزواج، وإعطاؤه معلومات علمية وطبية عن جسده وتركيب ووظيفة أعضائه التناسلية، والجانب الأكبر من تلك الثقافة يهدف إلى تكوين فهم وتوجه سليم لدى الطفل عن الجنس، والجانب المعرفي المتعلق بجسده يحميه من التحرش، ومن الانحرافات والمخاطر التي يسبِّبها الجهل، ويكون تأكيد الجانب الأخلاقي والنفسي وليس الجسدي.
مؤلف كتاب العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء
الدكتورة سلوى أحمد زاهر: كاتبة، مهتمة بقضايا الأمومة ومجالات تربية الأطفال.
ومن مؤلفاتها: ” العيال كبرت.. التربية الجنسية للأبناء”.