فلسفة العلوم
من خلال العلوم والمنهج العلمي القائم على التجرِبة استطاع الإنسان أن يجد علاجًا للكثير من الأمراض كالدرن، وابتكار الكثير من الأشياء النافعة كالسيارات، إلا أن بعض الابتكارات والاختراعات لم تكن نافعة في الحقيقة مثل القنبلة الذرية وغيرها من الأسلحة التي تجلب الدمار، ومع ذلك فإن المنهج العلمي نقل العالم نقلة نوعية مقارنة بما سبق.
ويشير الكاتب إلى أن فلسفة العلوم تبحث في ماهية المنهج العلمي وما مدى مصداقيته، وما الكيفية التي يتقدم بها العلم؟ ومن أوجه الإجابة عن مثل تلك الأسئلة، تلك الإجابة التي تقوم على “وجهة النظر البسيطة للمنهج العلمي”، حيث يدوِّن العالِم مجموعةً من الملاحظات عن ظاهرة معينة من ظواهر العالَم، كالتبخر الناتج عن تسخين المياه، وبناءً على ما يشاهده يُبدي ملاحظاته بموضوعية وحيادية قدر الإمكان، لذلك فعليه أن يتجنب إقحام اعتقاداته السابقة عند تسجيله للبيانات، وبعد أن يجمع قدرًا كبيرًا من البيانات القائمة على الملاحظة الموضوعية والحيادية، فإنه ينتقل إلى مرحلة تالية وهي وضع نظرية تُفسر النمط الذي تسلكه النتائج، وفي حال كانت النظرية سليمة فإنها تستطيع تفسير ما كان يحدث، إلى جانب قدرتها على توقع ما سوف يقع في المستقبل، وفي حال إذا تعارضت النتائج المستقبلية مع توقعات النظرية، فإن العالِم يُعدل النظرية حتى تنسجم مع التوقعات.
فيبدأ المنهج العلمي بالملاحظة ثم وضع نظرية تُفسر ما تم ملاحظته، ثم قدرة النظرية على التوقع، وفي حال ثبت قدرة النظرية على التوقع وثبت سلامتها تتحول بعد ذلك إلى قانون طبيعي، حيث يمكن لأي أحد كرر نفس التجارب الأصلية أن يخرج بنفس النتائج، وينتقد البعض “وجهة النظر البسيطة للمنتج العلمي” أن الملاحظة التي يقوم بها العالِم لا يمكن أن تكون محايدة وموضوعية، بل تؤثر فيها اعتقاداته السابقة، فالرؤية والملاحظة “تتعدى ما تراه العين”، حيث تؤثر معارفنا وتوقعاتنا فيما نراه بالفعل، أي إن الملاحظة المحايدة ليست سابقة على النظرية، فعادة يؤثر ما نعرفه فيما نراه، ومع ذلك هناك ملاحظات لا تتأثر بالمعتقدات السابقة.
الفكرة من كتاب الفلسفة.. الأسس
يعتمد هذا الكتاب على عرض بعض المسائل الفلسفية بأسلوب يعتمد على “الموضوع”، بدلًا من الاعتماد على السرد التاريخي للفلسفة، وهو يهدف من وراء ذلك إلى تزويد القارئ بأدوات التفكير في القضايا الفلسفية، ليقوم بعد ذلك بالتفكير والتفلسف بنفسه، وترجع أهم أسباب الحاجة إلى دراسة الفلسفة إلى كونها متعلقة بالنظر في مسائل أساسية في الحياة، كتلك المتعلقة بـ”الوجود”، ولماذا نحن هنا؟ وهل هناك إله خالق لهذا الكون؟ وهل يوجد معنى وغاية من حياة الإنسان أم أنها بلا غاية وبلا معنى؟ فالفلاسفة يهتمون بفحص مثل تلك المسائل والقضايا التي لا يعيرها غالبية البشر أي اهتمام، هذا الفحص الذي يبين لنا الأساس الراسخ لبعض القضايا، والأساس الرخو للبعض الآخر.
مؤلف كتاب الفلسفة.. الأسس
نيغيل واربورتون : كاتب وفيلسوف بريطاني، حصل على درجتي البكالوريوس من جامعة بريستول والدكتوراه من جامعة كامبريدج، وقد شغل منصب كبير المحاضرين في الجامعة المفتوحة بالمملكة المتحدة حتى عام 2013.
له العديد من الكتب الموجهة لغير المتخصصين، وقد تُرجمت له إلى اللغة العربية عدة كتب، أبرزها:
مختصر تاريخ الفلسفة.
التفكير من الألف إلى الياء.
حرية التعبير: مقدمة قصيرة جدًّا.