فلاسفة القرن الثامن عشر
فلاسفة القرن الثامن عشر
وُصِف القرن الثامن عشر بعصر التنوير لما ظهر فيه من توجُّهات فلسفية مُنيرة ومفاجئة، وسنعرض بعضها في أعمال ثمانية من أهم فلاسفة القرن، ففي البداية أذهل الفيلسوف جورج بيركلي الجميع بإنكاره وجود عالم مادي وراء ما داخل عقولنا من أفكار، فرأى أن العقل وما يحمله من أفكار هو الشيء الوحيد الموجود.
ثم صدم جان جاك روسو أقرانه من الأوساط الفكرية الفرنسية في بحثه “رسالة في العلوم والفن” عندما قال إن أي تقدُّم حدث في الفنون والعلوم قابله انحطاط أخلاقي.
أما ديفيد هيوم الذي كان من أعظم الفلاسفة التجريبيين والتشكيكيين، فقد حاول اكتشاف دوافع وأسرار العقل البشري، من خلال التمييز بين الأفكار والانطباعات، والتمييز بين الفكرة البسيطة والفكرة المركَّبة، وأخيرًا ميَّز بين العلاقات القائمة بين الأفكار والعلاقات القائمة بين الحقائق.
وشاركه في الاهتمام بالعقل إيمانويل كانط الذي نشر تحفته الفلسفية “نقد العقل المحض”، وطرح فيها فحصًا ذاتيًّا للعقل لتعيين حدوده ومعرفة كيفية توظيفه، وأعلن رفضه لفكرة أن العقل متفرِّج سلبي، بل يرى أن العقل فعال، حيثُ يقوم بتصنيف وتنظيم كل ما يحصل عليه من الخبرة ثم يُشكِّلها على هيئة أصناف كالسبب والجوهر.
كما حاول جورج هيجل في كتابه “فينومينولوجيا الروح” الذهاب إلى ما هو أبعد من العقل من خلال فهم وشرح كيفية تطور الوعي، ورأى أن الوعي بأي موضوع هو في الحقيقة وعي بأنفسنا وبانعكاسها في الموضوع.
وعلى جانب آخر، شهد القرن الثامن عشر اهتمامًا ملحوظًا بالسياسة، فيكفي ظهور فولتير الذي كان من أهم كتاب التنوير الفرنسيين، والذي كرَّس حياته لفضح فظاعات السلطوية الدينية، وحظي بمكانته للعبه دورًا كبيرًا في إعلاء راية العقل في وجه الخرافات.
كما أدَّت مقالات الفيلسوف الإنجليزي توماس بين إلى إشعال الثورة الأمريكية، حيث كتب في مجلة “بنسلفانيا” مقالة تنادي بإلغاء العبودية، وأتبعها بمقالة يحثُّ فيها الولايات المتحدة على الاستقلال عن بريطانيا وهاجم فكرة الملَكية الوراثية.
وأخيرًا أسهم جيريمي بنثام في نشأة الفلسفة النفعية التي عملت على إصلاح الأخطاء القانونية، وقال إن صناعة القرار التشريعي يجب أن تُبنى على حقيقية سيكولوجية مفادها أن الناس تهدِف إلى تحصيل اللذة وتجنُّب الألم، وهكذا شخَّص مبدأً أخلاقيًّا وتشريعيًّا معًا يتمثَّل في مبدأ المنفعة.
الفكرة من كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
نيتشه، سقراط، سارتر، سبينوزا، فوكو… تتردَّد هذه الأسماء كثيرًا عند الحديث عن الفلاسفة، ونجد أنفسنا نهز رأسنا موافقةً على كل ما يقال عنهم، لأننا دائمًا ما نخلطهم ولا ندري من قدَّم ماذا؟
ولهذا نقدِّم لك هذا الكتاب الذي يُعدُّ مُقدّمة موجزة للفلسفة الغربية، من عهد الإغريق الذي يمثِّل البداية العظمى للفلسفة حتى القرن العشرين، ويعرض المبادئ الأساسية لسبعة وثلاثين فيلسوفًا ساعدوا على تشكيل المعرفة وملامح الفكر، وما زالت آثارهم باقية حتى الآن.
مؤلف كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
جيريمي ستانجروم: كاتب ومحرر ومصمم موقع ويب بريطاني، وهو محرر ومؤسس مشارك مع جوليان باجيني لمجلة The Philosophers، وقد كتب وحرَّر العديد من كتب الفلسفة.
من أعماله: What More Philosophers Think- The Story of Philosophy.
جيمس غارفي: فيلسوف أمريكي مقيم في بريطانيا، وهو المدير الإداري للمعهد الملكي للفلسفة، وهي مؤسسة تعليمية خيرية تدعم الفلسفة داخل الأكاديمية وخارجها.
من أعماله: The Twenty Greatest Philosophy Books- The Ethics of Climate Change.
معلومات عن المترجم:
أحمد الناصح: مُترجم ومدوِّن عراقي.
من ترجماته: “صورة فوتوغرافية للرب”، و”هل تجعلك عائلتك أذكى؟”.