فلاسفة القرن التاسع عشر
فلاسفة القرن التاسع عشر
ظهرت في القرن التاسع عشر نظريات فلسفية مختلفة وذات تأثير كبير، سوف نستعرض أهمها من خلال أعمال تسعة فلاسفة، سنبدأ مع فلسفة آرثر شوبنهاور التشاؤمية، رأى شوبنهاور أن الإرادة تظهر على هيئة سيل مستمر من الرغبة والعطش دون هدف معين، وهذا ما أدَّى إلى تشاؤمه.
بعده نجد جون ستيوارت مل متأثرًا بالتفكير النفعي لبثنام، وقام في كتابه “النفعية” بالدفاع عن رؤية بثنام التي تقول إن الأفعال الصالحة هي التي تنتج أكبر قدر من السعادة لأكبر قدر من الناس.
ثم ظهر سورين كيركيكارد الذي يعدُّ أول فيلسوف وجودي ذا صبغة لاهوتية، حيثُ تناول في كتابه “أما/ أو” نمطين من الوجود يعيش بهم الناس، هما النمط الاستطيقي المهتم بإشباع الملذات، والنمط الأخلاقي الذي يقوم على الواجب، ورأى سورين أن كليهما ليس كافيًا والحل يتمثَّل في نمط ثالث وهو النمط الديني.
وتميَّز القرن التاسع عشر بسطوع نجم واحد من أهم الفلاسفة على الإطلاق وهو كارل ماركس الذي كرَّس حياته للسياسات الديمقراطية، ورأى أن البشر سيتمكَّنون من تحقيق الذات بشكل كامل من خلال العمل الذي يختارونه بحرية، وهذا لا يحدث في المجتمعات الرأسمالية، والحل هو تدمير الرأسمالية.
كما وُجِد أيضًا مفهوم جديد خرج به فريدريك نيتشه، وهو مفهوم الإنسان الفائق الذي يتجاوز نظام القيم القديم ويشق طريقه وفقًا لمشيئته الخاصة، وذلك بالعودة إلى المفاهيم الأخلاقية الإغريقية التي تعتمد على الطبيعة البشرية، وهي تعبير عما هو متفوِّق فينا.
وأخيرًا شهد القرن التاسع عشر تأسيس فلسفتين مهمتين لا يزال يدور حولهما الحديث حتى الآن، حيثُ أسَّس إدموند هوسرل فلسفة الفينومينولوجيا أو الظاهراتية، وتتمثَّل هذه الفلسفة في تحليل وتفسير بناء خبرة الوعي، وتقوم على مفهوم القصدية الذي يعني توجُّه الوعي، فالوعي في مختلف ظروفه موجَّه دائمًا نحو موضوع ما.
ثم تأسَّست الفلسفة البراجماتية على يد تشارلز ساندرز بيرس، ووليام جيمس، وجون ديوي، وقد قال تشارلز إننا نستوعب الفكرة من خلال تشخيص حالاتها المختلفة في العالم الحقيقي، ووضع جيمس صياغته الخاصة للبراجماتية بقوله إن مفهوم الحقيقة يرتكز على مدى فائدة الفكرة، ورأى جون أن مقياس صواب معتقد ما هو مدى تسهيله لأفعال الناس في مواجهة ظروف الحياة.
الفكرة من كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
نيتشه، سقراط، سارتر، سبينوزا، فوكو… تتردَّد هذه الأسماء كثيرًا عند الحديث عن الفلاسفة، ونجد أنفسنا نهز رأسنا موافقةً على كل ما يقال عنهم، لأننا دائمًا ما نخلطهم ولا ندري من قدَّم ماذا؟
ولهذا نقدِّم لك هذا الكتاب الذي يُعدُّ مُقدّمة موجزة للفلسفة الغربية، من عهد الإغريق الذي يمثِّل البداية العظمى للفلسفة حتى القرن العشرين، ويعرض المبادئ الأساسية لسبعة وثلاثين فيلسوفًا ساعدوا على تشكيل المعرفة وملامح الفكر، وما زالت آثارهم باقية حتى الآن.
مؤلف كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
جيريمي ستانجروم: كاتب ومحرر ومصمم موقع ويب بريطاني، وهو محرر ومؤسس مشارك مع جوليان باجيني لمجلة The Philosophers، وقد كتب وحرَّر العديد من كتب الفلسفة.
من أعماله: What More Philosophers Think- The Story of Philosophy.
جيمس غارفي: فيلسوف أمريكي مقيم في بريطانيا، وهو المدير الإداري للمعهد الملكي للفلسفة، وهي مؤسسة تعليمية خيرية تدعم الفلسفة داخل الأكاديمية وخارجها.
من أعماله: The Twenty Greatest Philosophy Books- The Ethics of Climate Change.
معلومات عن المترجم:
أحمد الناصح: مُترجم ومدوِّن عراقي.
من ترجماته: “صورة فوتوغرافية للرب”، و”هل تجعلك عائلتك أذكى؟”.