فلاسفة الفرح

لم يعتنِ الفلاسفة القدماء بمسألة الفرح كما اعتنوا باللذة والسعادة لأن اللذة قابلة للتنظيم، فهي تأتي بفعل شيء ما يلتذُّ به الإنسان، أما الفرح فإنه يأتي من غير تنظيم أو استجلاب، فلا يقرِّر المرء متى يفرح أو متى يحزن، فالفرح أمر غير متوقَّع غالبًا، لذلك لم يهتم به فلاسفة اليونان وإنما اعتنوا بالسعادة، وكذلك في الهند اعتنوا بالفرح المطلق الذي يتحقَّق بالخلاص من الجهل، وكان الفرح حاضرًا عند الفلسفة الطاوية، وفي ثنايا الكتاب المقدس.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

يعد ميشيل مونتاني أبرز فلاسفة القرن السادس عشر وكانت له عناية خاصة بفلسفة السعادة التي تتكوَّن عنده من لذَّات بسيطة هي الحب والأكل والتجوُّل والرقص والتعلُّم، وكذلك بحث مونتاني عن سكينة الروح وناضل للهروب من صراعات الوجود وتعقيداته التي لا فائدة منها، بل إنه قد جعل الفرح دليلًا على الحياة الطيبة.

وكان باروخ اسبينوزا أحد الفلاسفة الذين اعتنوا بفلسفة الفرح -على الرغم مما عاناه في حياته من شدائد- ففلسفته الأخلاقية هي فلسفة للفرح، فدراسته للسلوك الإنساني والأخلاق التي يدعو إليها تبدأ بالفرح وتنتهي بالفرح، فالأخلاق عنده لا تتأسَّس على أفكار الخير والشر الواجب اعتبارها أمورًا مستمدَّة من مصدر متعالٍ، فقد نحَّى الأفكار الدينية والميتافيزقية وجعل من نفسه مراقبًا للطبيعة البشرية، ويعرف اسبينوزا الفرح بأنه انتقال المرء من كمال أقل إلى كمال أكبر، ففي كل مرة نتطوَّر ونحقِّق انتصارات أكبر وفقًا لطبيعتنا الخاصة سنكون في حالة أشد من الفرح.

ويرى نيتشه أن الفرح هو المعيار الأخلاقي الذي يضفي شرعية على الفعل البشري، وهو حالة نفسية تنبع من داخل الإنسان، والفرح لديه هو القوة، فهو إثبات للحياة في مواجهة الموت، وينمو من خلال الاشتغال على الذات، ويعدُّ هنري برجسون أحد فلاسفة الفرح، إذ يرى أن تأكيد الوجود في الحياة هو ما يتسبَّب في الفرح؛ وحين يرتبط الفرح بمحاولة استكشاف الحياة، لا تتعلَّق اللذة في عملية تطور الحياة إلا بضرورة البقاء قيد الحياة ذاتها.

ينشد الإنسان في حياته الفرح ويطلبه، لأن الفرح يحمل في ذاته قوَّةً تحرِّك الإنسان نحو ما يحبه، فهو تأكيد للحياة، وهو الوسيلة التي نتيقَّن من خلالها من حقيقة وجودنا ونتذوَّق عبرها هذا الوجود.

يناقش فريدريك لونوار مسألة الفرح من منظور فلسفي، والفرق بينه وبين اللذة والسعادة، وهل يمكن للإنسان الوصول إلى فرح دائم؟

فريدريك لونوار Frédéric Lenoir: كاتب فرنسي، ولد في مدغشقر عام 1962.

من كتبه ومؤلفاته: 

فن الحياة.

رؤى لونا (رواية).

الحكمة لمن يبحث عنها.

في السعادة.. رحلة فلسفية