فلاسفة الإغريق والعصور الوسطى
فلاسفة الإغريق والعصور الوسطى
عند الحديث عن الفلسفة فالبداية دائمًا بالإغريق وأولهم سقراط، وكان لسقراط تأثير كبير في الفلسفة الغربية، مع أن كتاباته لم تصل إلينا، وعلمنا بفلسفته من كتَّاب عاصروه، وبخاصةٍ محاورات أفلاطون. اتبع سقراط في محاوراته أسلوب السؤال والإجابة ثم التمحيص، فمثلًا كان يسأل عن معنى العدالة، ويحاول المتحاورون الإجابة ثم يُخضِع هذه الإجابة للتحليل كاشفًا عن أخطائها، وعادةً ما كان يحاور الشخصيات الأثينية البارزة ويثبت جهلها، وهذا ما جعله يواجه تُهمًا بالتجديف وإفساد الشباب.
يلي سقراط أفلاطون صاحب أهم مُحاورات كُتِبَت على الإطلاق، وأسَّس أفلاطون مع أصحابه الأكاديمية، التي اعتُبِرت أول جامعة في العالم، وابتدع أفلاطون نظرية المثل التي تقول إن هناك كيانات حقيقية من المُثل مستقلة عن العقل مثل العدالة والخير والجمال، وتصوَّر أن الروح خالدة وبالتالي قادرة على زيارتها، إذ كانت اهتمامات أفلاطون واسعة حيثُ خلق فلسفة سياسية ونظريتين في الرياضيات والعقل.
بعد أفلاطون، جاء تلميذه أرسطو الذي التحق بالأكاديمية لمدة عشرين عامًا ثم أصبح مدرسًا فيها، ويرجع إليه الفضل في تشكيل بدايات المنطق الفلسفي، فكان أول من درس الاستدلال وأنواع القياس المنطقي، واشتهر بنظريته الخاصة بالعلل الأربع التي تقوم على فكرة أننا لا نعرف ماهية الشيء حقًّا إلا بمعرفة هدفه.
أما بالنسبة لفلاسفة العصور الوسطى فسنبدأ مع ماركوس أوريليوس الإمبراطور الروماني الذي اتبع الفلسفة الرواقية وطبَّقها على مطالبه العملية والسلطوية، وترى الرواقية أن الحياة الأفضل هي التي يعيشها الفرد بتناغم مع الطبيعة ولا يبالي بأفراح وأحزان الحياة، ويرى ماركوس أن الإنسان يستطيع التحكُّم في سلوكه، وأن رؤيته للعالم هي التي تحدِّد كل شيء، فلا يمكن لشيء أن يؤذي الشخص إلا إحساسه بالأذى.
يليه في الأهمية الفيلسوف الإيطالي توماس الأكويني الذي أنشأ المدرسة التوماوية، وكانت الدعامة الفلسفية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتأثَّر توماس بالرهبان الدومينيكان وانضمَّ إليهم، وعمل على دحض فلسفات أرسطو المضلِّلة، وعمل على إثبات وجود الرب، ولم تقتصر كتاباته على اللاهوت فقط، بل كتب تأمُّلاتٍ في الطبيعة البشرية والقانون والأخلاق، ولهذا أثَّر في الفلسفة الغربية.
الفكرة من كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
نيتشه، سقراط، سارتر، سبينوزا، فوكو… تتردَّد هذه الأسماء كثيرًا عند الحديث عن الفلاسفة، ونجد أنفسنا نهز رأسنا موافقةً على كل ما يقال عنهم، لأننا دائمًا ما نخلطهم ولا ندري من قدَّم ماذا؟
ولهذا نقدِّم لك هذا الكتاب الذي يُعدُّ مُقدّمة موجزة للفلسفة الغربية، من عهد الإغريق الذي يمثِّل البداية العظمى للفلسفة حتى القرن العشرين، ويعرض المبادئ الأساسية لسبعة وثلاثين فيلسوفًا ساعدوا على تشكيل المعرفة وملامح الفكر، وما زالت آثارهم باقية حتى الآن.
مؤلف كتاب أعظم فلاسفة غيَّروا العالم
جيريمي ستانجروم: كاتب ومحرر ومصمم موقع ويب بريطاني، وهو محرر ومؤسس مشارك مع جوليان باجيني لمجلة The Philosophers، وقد كتب وحرَّر العديد من كتب الفلسفة.
من أعماله: What More Philosophers Think- The Story of Philosophy.
جيمس غارفي: فيلسوف أمريكي مقيم في بريطانيا، وهو المدير الإداري للمعهد الملكي للفلسفة، وهي مؤسسة تعليمية خيرية تدعم الفلسفة داخل الأكاديمية وخارجها.
من أعماله: The Twenty Greatest Philosophy Books- The Ethics of Climate Change.
معلومات عن المترجم:
أحمد الناصح: مُترجم ومدوِّن عراقي.
من ترجماته: “صورة فوتوغرافية للرب”، و”هل تجعلك عائلتك أذكى؟”.