فقدان السلطة
فقدان السلطة
بعد وفاة الملك “فيصل بن تركي” كانت بلاد الجزيرة العربية تتجهز لعهد وَليّه الإمام “عبد الله” وكانت المنافسة بين ولي العهد وأخيه “سعود” شديدة، وأوعز أنصار كل منهما لصاحبه بالحرب فأضعفت الحرب قوتهما وأيقظت أطماع أعدائهما المتربصين لزلاتهما مثل “محمد بن رشيد”، ولم يكن ولي العهد الإمام عبد الله موفّقًا في بعض قراراته مثل: إبعاد أهل المشورة والرأي والاستعانة بالدولة العثمانية ضد أخيه سعود، فاختلف الناس مع سياسته وفقد تأييد معظم أفراد أسرته، وفي ذلك الوقت تحرك ابن رشيد لمحاربته، ودارت بين جيشيهما معركة “أم العصافير” التي هُزم خلالها الإمام عبد الله وفقد سلطته على مناطق “سدير” و”الوشم”، ولما تبين ضعف جيوش الإمام عبد الله بعد الهزيمة حاول أبناء أخيه سعود القبض عليه في الرياض، فتدخل ابن رشيد مرة ثانية وتمكن من السيطرة على الرياض ونقل ولي العهد عبد الله وأخاه عبد الرحمن وأفراد الأسرة إلى معتقل في حائل، وقتل عاملُ ابن رشيد في الرياض أبناءَ سعود بن فيصل.
ولما مرض ولي العهد الإمام عبد الله طلبوا من ابن رشيد العودة إلى الرياض، واتفقوا على أن يتولى “عبد الرحمن بن فيصل” إمارة الرياض ولكن ابن رشيد خالف ما اتفقوا عليه، وعين “سالم بن سبهان” عامله الذي قتل أبناء أخيهم سعود، ودخل عبد الرحمن في مواجهات مع ابن رشيد تدخل خلالها أهل الرأي وتقرر إعادة الرياض إلى سلطة عبد الرحمن بن فيصل، ولكن ابن الرشيد خالف الاتفاق مرة أخرى، ولما علم الإمام عبد الرحمن بتقديره للموقف أنه لن يتمكن من مواجهة القوة العسكرية لابن رشيد في تلك اللحظة قرر مغادرة الرياض سرًّا وبعث بأفراد أسرته مع ابنه عبد العزيز إلى البحرين، أما هو فأقام بالكويت بعد توسط الدولة العثمانية له عند آل صباح.
الفكرة من كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
كانت الجزيرة العربية ولا تزال موضع اهتمام المؤرخين والمهتمين بتاريخ نشأة الدول الحديثة، وكتب عنها المستشرقون الذين توافدوا للمنطقة العربية وازداد اهتمامهم بها في سنوات اكتشاف النفط، وحديثًا أضيفت إلى نقاط أهميتها نقطة أخرى وهي الخطوات التي قطعتها في مسيرة التحديث والبناء التي بدأت رويدًا منذ توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز، وفي هذا الكتاب نتعرف رحلة توحيد المملكة العربية السعودية في فترة فاصلة من تاريخها، ونكتشف كيف واجهت القيادة السياسية الانقسامات والأطماع السياسية لتتمكن الدولة السعودية من استعادة وحدتها مجددًا، والتوجه نحو عملية بناء الدولة الموحدة والحديثة.
مؤلف كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
عثمان بن صالح العلي الصوينع: كاتب وصحفي سعودي حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية في الرياض ثم حصل على الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر في القاهرة، شارك في تحرير صحيفة القصيم في بريدة وله العديد من المقالات والأعمال الأدبية والتاريخية منها:
الرياض: عاصمة الدولة السعودية.