فضل هذا العلم
فضل هذا العلم
دعا الله سبحانه وتعالى عباده كلهم إلى تدبر القرآن وفهمه، حتى يطيب للعبد المؤمن حاله، ويهنأ بعيشه ومنامه، فإن القرآن هو غنيمة أصحاب الهمم العالية، والعزائم الصادقة، ولعلم تدبُّر القرآن فضائل كثيرة، منها: الامتثال لأمر الله تعالى في قوله: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن﴾، أيضًا يعد التدبر المقصود الأعظم من تنزيل القرآن العظيم، يقول تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، وهو أيضًا من الأسباب الجالبة لمحبة الله عز وجل، ومن ضمن فضائل هذا العلم أنه نوع مهم جدًّا من تعلم القرآن، يقول رسول الله (ﷺ): “خَيْرُكُمْ مَن تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ”.
إن القرآن بناء كامل لكل شيء، فهو ميزان الحياة في جميع الجوانب الاجتماعية والسياسية والروحية والاقتصادية وغيرها، ولقد كان التدبر أعظم ما ينبغي أن يراعيه المسلم عند التعامل مع القرآن، حيث يتجلَّى أثره في النفس وتصبح ثمرته غذاء للروح وتربية للعقل فهو أحسن الكتب نظامًا، وأبلغها بيانًا، وأفصحها كلامًا، وأبينها حلالًا وحرامًا، إنه كتاب القرآن الجامع لكل شيء وليس كمثله شيء، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾، فهذا إعجاز القرآن.
ولقد تناول العلماء خمسة مقاصد تعدُّ من أكبر الغايات التي وضعت للكتاب الكريم، فأولها هو الأجر الموجود في كل حرف وهو أعظم المقاصد، وثانيها المناجاة، وثالثها طلب الشفاء من كل داء، أما المقصد الرابع فهو الازدياد في العلم، كما ذكر قول ابن مسعود (رضي الله عنه): “إذا أردتم العلم فانثروا هذا القرآن؛ فإن فيه علم الأولين والآخرين”، وهنا يرتبط مقصد ازدياد العلم بأهم مقصد وهو العمل، حيث إن تمام العمل بالعلم، وهذه المقاصد الخمسة هي نتاج تدبر كتاب الله.
يقوم علم التدبر على مسائل واستمدادات قام بها كثير من العلماء السابقين بتدبر آيات كتاب الله، وكما ذكر الكاتب أنها جمعت في سلسلة مهمة جدًّا تحت عنوان ﴿لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾، ولقد قام علم التدبر على استمدادات كبيرة من علوم مختلفة مثل علم التفسير وأصول التفسير وعلوم القرآن واللغة العربية وأصول الفقه، وهذه العلوم لا يستغنى عن معرفتها والرجوع إليها لأنها من الأصول الثابتة.
الفكرة من كتاب مبادئ تدبُّر القرآن الكريم
أكرم الله أمة محمد (ﷺ) بالقرآن، رفعة لهم في الدنيا والآخرة، وأجرى على لسان رسوله الكريم أن طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فإن التمسُّك به نجاة والإفلات مهلكة.
لكنْ تمسك المسلمون بالقرآن على فروع التلاوة والحفظ فقط، وفقدوا أهم الفروع وهو التدبُّر، وغاب عنهم وهو الفعل الحقيقي لتذوق معاني القرآن والعمل به، وفي هذا الكتاب يوضح الكاتب بداية طريق التدبر ليساعد على فهم القرآن الكريم والتمسك به.
مؤلف كتاب مبادئ تدبُّر القرآن الكريم
عبد المحسن بن زبن المطيري: أستاذ مساعد بقسم التفسير والحديث بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت، له العديد من المقالات والمؤلفات، ومن أهم مؤلفاته:
الأدلة الجلية على صدق خير البرية.
اليوم الآخر في القرآن الكريم والسنة النبوية.
دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الهجري والرد عليها.