فضل صلاة قيام الليل
فضل صلاة قيام الليل
هي من وصايا النبي (صلى الله عليه وسلم) وأفضل العبادات عند الله، اختصَّ بها عباده الذين يتقرَّبون ويتضرَّعون إليه خوفًا من عذابه وطمعًا في رحمته وجنته في جوف الليل، وفضَّلهم بها على غيرهم من العباد، وفي الآية القرآنية ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾، ومدحهم في كتابه وأعد لهم ما لم ترَه العين ولا سمعت به أذن ولا خطر على قلب بشر لأن الصلاة تكون خفية بين العبد وربه، خلوة معه، وجعلها من علامات المتقين وأحد معايير العلم، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يقوِّمه في بداية دعوته مع أهله وأصحابه.
وقيام الليل من أشقِّ العبادات على النفس تحتاج إلى جهادها وبذل الجهد والمواظبة عليه والدعاء بالمداومة عليه، وهو عند البعض فريضة سادسة يلتمس بها نور الله ورحمته، وأفضل الصلاة بعد الفريضة هي قيام الليل، وهي شرف المؤمن، ويتجلَّى الله (عز وجل) في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، يجيب الدعوات ويغفر الذنوب ويعطي السائل، وورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن من أقامه بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن أقامه بمائة آية كان من القانتين، ومن أقامه بألف آية كان من المقنطرين.
وهي عبادة منسيَّة عند الكثير من المسلمين لا يتذكروها إلا في شهر رمضان، فالكثير منا اليوم إما ينام الليل كله أو يضيعه في غير منفعة كالسهر لتصفُّح الإنترنت، ماذا لو خصَّص العبد ركعتين يخلو بهما مع الله وتكون سببًا في نجاته من النار؟
الفكرة من كتاب رقائق القرآن
خلق الله (عز وجل) الإنسان لكي يعمر الأرض ويسكنها وسخَّر له ما في السماوات والأرض وما بينهما لحكمة لا يعلمها إلا هو، ولكن الإنسان منغمسٌ في ترف الحياة لا يحاول الانتفاع منها إلا بالقدر القليل، وزيَّن له الشيطان حب الشهوات، ووسوست له نفسه بارتكاب المعاصي وطول الأمل، وهو يغفل عن الموت لا يجهِّز لآخرته، ويسعى الكاتب في هذا الكتاب إلى شرح تأمُّلات لأحداث مرَّ بها واستشعرها بوصف قرآني، وتدور أحداثه حول الإنسان وعلاقته بربه وغفلته عن حقيقة الموت وأهوال يوم القيامة، وقسوة القلوب، ووصف المؤمنين والمنافقين، ومنزلة اليقين عند الله، وفضل التسبيح والتوكل.
مؤلف كتاب رقائق القرآن
إبراهيم بن عمر بن إبراهيم السكران، ولد في 5 ربيع الآخر 1396 هـ الموافق 4 أبريل 1976م، باحث ومُفكِّر إسلامي، مهتمٌّ بمنهج الفقه الإسلامي وبالمذاهب العقدية والفكرية، له العديد من المؤلفات والأبحاث والمقالات المنشورة، وله عدد من الكتب المطبوعة وظهر تحوُّله إلى الفكر السلفي عام 2007.
ومن مؤلفاته: “مسلكيات”، و”الطريق إلى القرآن”، و”الماجريات”، و”الأسهم المُختلطة”، و”مآلات الخطاب المدني”، و”التأويل الحداثي للتراث”.