فشل ما قبل الزواج

فشل ما قبل الزواج
في الآونة الأخيرة توجد كثير من الظواهر والأخطاء التي تُعدُّ مسؤولة عن نسبة كبيرة من فشل العلاقات الزوجية، وكان من الممكن تفاديها منذ البداية سواء من قبل الشاب أم الفتاة أم الأهل، وتوجد مقولة تنص على أن “الوقاية خير من العلاج”، وفي الزواج نقول “الوقاية خير من الفشل في الزواج”، ولكي تكتشف هذه الأخطاء عليك ألا تقع في مشكلة التغافل في مرحلة التعارف والزهد في استكشاف الطرف الآخر والنظر في شتى العناصر التي تؤثر في مستقبل هذه العلاقة، حتى لا تجد نفسك بعد الزواج جاهلًا بكثير من البدهيات عن شريكك مع كثير من المفاجآت في الطباع والتعاملات!

ولهذه المشكلة سببان، أولهما التواكل وتحويل الإيمان بالقسمة والنصيب إلى مبرر للتكاسل والتسرع دون الأخذ بالأسباب، وأما السبب الثاني فهو التعجل في إجراءات الزواج لأسباب خارجية، مثل: الغربة والخوف من ارتكاب الخطيبين لأخطاء إن طالت مدة الخطبة، ومن أسباب المشكلتين معًا المبالغة في شأن الخطبة ومساواتها بالزواج من حيث التأثير وبخاصة في مستقبل الفتاة.
ومشكلة التغافل عادةً ما ترتبط بظاهرتين في المجتمع، هما فوبيا العنوسة والوأد العصري للبنات، وما يتعلق بظاهرة فوبيا العنوسة، فإن وصف العنوسة ليس مقتصرًا على الفتيات فقط، فهو يُطلق على الرجال والنساء معًا إذا تأخروا في زواجهم عن سن معينة، لكن يغلب في مجتمعنا ارتباطه بالفتيات، وهذه المشكلة تُسبب ضغطًا هائلًا على الفتاة وأسرتها لدرجة تدفعهم إلى قبول أول طارق دون التحقق من مدى مناسبته.
أما الوأد العصري للبنات فلا يختلف كثيرًا عن الوأد القديم الذي كان يجعل الفتيات يمُتن ببطء وهن أحياء، بل ربما يكون الوأد العصري أشد عذابًا للفتاة، لأنه يستمر معها لسنوات وحتى انقطاع نفسها بصورة طبيعية عندما يحين الأجل، وذلك عن طريق تفضيل الذكور عليهن والتفرقة الشديدة بينهما في النفقة والهدية والمعاملة، مما يؤدي إلى بُغْض الفتاة لأنوثتها، ورغبتها في الهروب إما بالزواج بأي شخص وإما كُره الرجال عمومًا والعزوف عن الزواج كليًّا.
الفكرة من كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
في مجتمعنا الآن تتفشى ظاهرة تجارب الزواج السلبية وارتفاع نسب الطلاق، مع حالة نفور متصاعدة بين الجنسين وعزوف عن الزواج، وإذا نظرت في حال المتزوجين فلن تجدهم بمنأًى عن المشكلات والفشل في تحقيق أهداف الزواج وإن استمر، حتى تتوهم -من كثرة النماذج الفاشلة- أنها هي الأصل وليست الاستثناء!
فهل تظن أن تلك التجارب مجرد سوء حظ عابر، وأنك إن مررت بتجربة مشابهة فستصل إلى نتيجة مختلفة، أم تعتقد أن العيب في الزواج نفسه وبغض النظر عن اختلاف التجربة ستكون النتيجة دائمًا الفشل؟
في هذا الكتاب سنقف على هذين السؤالين، ونعرف أسباب الفشل في التجارب الزوجية، الذي قَسَّمه المؤلف ثلاثة أنواع: فشل كان من الممكن تجنبه من البداية، وفشل متوهم يمكن تجاوزه، وفشل ضروري للنجاح.
مؤلف كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
معتز عبد الرحمن: كاتب ومهندس إنشائي مصري، تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2007، وحصل على شهادتي (PMP) و(RMP) في إدارة المشروعات والمخاطر، مهتم بالمجالات الهندسية ومجالات الإدارة والتطوير ودعم الشباب الناشئ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخارجها، وكتب عشرات المقالات في السنوات الأخيرة في موضوعات متعددة دينية وسياسية واجتماعية، ونُشرت في مواقع إلكترونية مختلفة، مثل: البديل، وقصة الإسلام، ومنبر الشروق، وصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبالإضافة إلى ذلك ينشر فيديوهات ثقافية ومعرفية متنوعة على قناته على اليوتيوب.
له أعمال أخرى، عناوينها:
عنبر المديرين.
وقت مستقطع: تأملات قرآنية في واقع مضطرب.
أزمة البخاري.