فشل الماركسية
فشل الماركسية
عندما انتقلت الشيوعية المركزية من الكتب إلى أرض الواقع ومن النظرية إلى التطبيق، باتت الجوانب السلبية الاجتماعية والاقتصادية تتسابق في الظهور، فارتبطت القيم الأخلاقية بالمادة وأصبحت الآلة أو الماكينة هي المُحرك لها أيضًا كما وقعت فيها الرأسمالية من قبل، وأصبح تعريف الإنسان أنه شيء مادي جامد لأنه في نظر ماركس واقعٌ تحت جبرية التاريخ والمادة ليس له إرادة، بل هو مجبور على مصيره ويمكنه التنبؤ بمستقبله من التاريخ، واعتمد ماركس مفهومًا جديدًا وهو “الديالكتيكية المادية” حيث دمج ديالكتيكية (جدلية) هيجل بالمادية، فأصبحت المادة هي الأساس والفكر ناتجٌ عنها عكس اعتقاد الفلاسفة المثاليين أن الفكر هو الذي ينتج المادة، كما وجدت الطبقة البرجوازية في الرأسمالية وحققت انتصارات إمبريالية وسلطوية واسعة، تمَّت التعبئة الشعبوية بشعارات السياسة الماركسية والمساواة والانتصار للبروليتاريا والعمالة الكادحة من أجل تحقيق انتصارات سياسية للمفكرين الماركسيين والأحزاب الشيوعية وسعيهم ووصولهم إلى السلطة، ولم تكن ماركسيتهم المزعومة إلا من أجلهم أولًا، وعليه فقد اشتركت الرأسمالية مع الشيوعية في “حيونة الإنسان”، أي جعله حيوانًا مستهلكًا للمادة باحثًا عنها، وفي سبيل ذلك تطورت الصناعة وأصبحت الآلة هي الرمز إلى المجتمع المتقدم.
كان من المفترض بزيادة الآلات الصناعية أن يتم إشباع حاجات الإنسان وزيادة أوقات فراغه للتفكير في حياته وقيمه وأخلاقه، لكن بالنسبة للأولى فالحاجات الاستهلاكية تضاعف عددها حتى إذا أشبعت الحاجات الأساسية ظهرت حاجات الترف والرفاهية وتوافه الأمور، وبالتالي فاقت سرعة تطوُّر الحاجات لدى الإنسان سرعة الإنتاج، وبالنسبة للثانية فإن الإنسان قد هزمته سرعة التقدم والإنتاج وأصبح منشغلًا بالمادة واستهلاكه ولم يعد لديه وقت حتى يفكر من الأساس.
الفكرة من كتاب الإسلام ومدارس الغرب
“إن الإنسان ابتعد عن نفسه ونسيها بقدر ما اهتمَّ بالعالم خارجه وتقدم فيه”، بهذا الاقتباس افتتح الكاتب كلامه عن تجاهل الإنسان البحث في نفسه وروحه وتفسير أصالته في العصر الحديث، ولذلك ابتعدت السعادة عن حياته وصار يبحث عن تلك السعادة الغائبة في كل مكان إلا نفسه، وطالما لم يجد الطريق الحق لفهم نفسه فلن يصل إليها.
يتحدث الكاتب بدايةً عن المدارس الغربية الفلسفية التي تفسر وجود الإنسان وماهيته، ثم يوضح التصورات الوجودية المختلفة عن الإنسان، ويطيل الحديث عن الماركسية وأفكارها وفشلها، ويفسر لماذا يتجاهل الإنسان الغربي الطريق الديني ويتجه إلى الإلحاد؟ مُبينًا قيمة الإسلام ودور المثقفين المسلمين وموقعهم من العالم الآن.
مؤلف كتاب الإسلام ومدارس الغرب
علي شريعتي، مفكر إيراني مسلم شيعي ولد في خُراسان 1933 وتخرج في كلية الآداب وذهب في بعثة إلى فرنسا لدراسة علم الأديان وعلم الاجتماع ليحصل على شهادة الدكتوراه، تُعد كتبه وأفكاره من ضمن العوامل التي أسهمت في الثورة الإيرانية والإطاحة بنظام الشاه، من أهم مؤلفاته: “مسؤولية المثقف”، و”العودة إلى الذات”، و”الإسلام والإنسان”، و”بناء الذات الثورية”.