فرملة العقل
فرملة العقل
وهب الله العقل للإنسان لكي يفكِّر به ويتدبَّر معجزاته، وميَّزه به عن سائر المخلوقات، وخلقه في أحسن صورة، ولكنه بسبب التفكير والأحاسيس والاعتقادات السلبية جعلته يجهل قيمة نفسه الحقيقية ويتوقَّف عن النمو والتقدم وأصبح كالفرامل، ومنعته من استخدام قدراته وإمكانياته اللامحدودة، وذكر الكاتب ستة أنواع من الفرامل الذاتية هي: الأعذار، وعدم الرضا، والتقدير الذاتي، والصورة الذاتية، والمؤثرات الخارجية، والبرمجة السابقة.
وفرامل الأعذار هي التي تتعدَّد أنواعها مثل عذر الحالة النفسية، وهي نتيجة التركيز على المشكلة دون حلِّها والاقتناع والتبرير بالعذر؛ عذر الحالة العائلية كالمعاناة مع الأهل ومعاملتهم القاسية، وعذر الحالة الاجتماعية برغبتنا في الانعزال عن الاختلاط الاجتماعي نتيجة تجارب الخذلان والخيانة من المقربين، والحالة المهنية بالمقارنة والإحساس بالضعف مع الآخرين في نفس العمل، والحالة المادية والتحجُّج الدائم بعدم امتلاك الأموال وعدم السعي لامتلاكها دون النظر إلى من أصبحوا أغنياء وبدؤوا حياتهم من تحت الصفر، والحالة الجسمانية: اتخاذ الإعاقة كمصدر للشفقة ورحمة الآخرين وحجَّة تمنع من التقدم والنجاح.
إن العذر هو مجرد الإقرار باختياره واستخدامه إلى أن يصبح عادة ملازمة للشخص نتيجة التكرار والاقتناع والتصديق به، لذلك يصعب التخلُّص منه، ويظل يدافع عنه حتى يتوقَّف نموُّه وتقدُّمه في تحقيق الأهداف، ولكن يستمر في تقديم الأعذار والحجج، وهي في حقيقتها تحمل معاني الشفقة والترحُّم أكثر من معنى الاقتناع بالعذر، لذلك يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): “لا تتمارضوا فتمرضوا فتموتوا”.
والعقل يستجيب لكل فعل ويهيئ بقية الأعضاء بما تمليه عليه، وهي عملية برمجة بسيطة تعتادها وتعلِّل أسبابها حتى تألف الألم، ولكن إن أدرك الإنسان خطورة الأمر بدأ بالتغيير إلى الوضع الأفضل، فالوقت يمر والزمن لا يقف والفرصة نفسها لا تتكرَّر والعمر يمضي، ولكن الشخص يظل ثابتًا متحجِّجًا بمرضه مستمتعًا بالمكان الذي وضع نفسه فيه.
الفكرة من كتاب أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك
يمتلك الإنسان قدرات هائلة بمثابة كنز ثمين وضعه الله (عز وجل) له، ولكن لا يعرفها ولا يدركها إلا المتمسِّكون بأحلاهم وأهدافهم، أما الآخرون فهم يخلقون من الحجج والأعذار قوة ضدَّهم بدلًا من استثمارها، ويدور هذا الكتاب حول إيقاظ القدرات وتطويرها، وكيفية صناعة المستقبل وتحقيق الأهداف.
مؤلف كتاب أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك
إبراهيم الفقي ولد في 5 أغسطس عام 1950، خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، ومؤسِّس “علم قوة الطاقة البشرية”، ومؤلف علم “ديناميكية التكيف العصبي”، تُوفِّي في 10 فبراير عام 2012.
مؤلفاته: له عدة مؤلفات ترُجِمَت إلى ثلاث لغات منها: “إدارة الوقت”، و”قوة التحكم في الذات”، و”قوة الثقة بالنفس”، و”قوة العقل الباطن”.