فرط التوتر
فرط التوتر
يُعدُّ ارتفاع ضغط الدم أو ما يُطلق عليه “فرط التوتر” منتشرًا جدًّا في مجتمعنا، ويقود هذا المرض إلى نوبات قلبية وسكتات دماغية، لأنه يزيد من معدَّل نمو التصلُّب العصيدي، أي “تصلُّب الشرايين”، فمن المهم أن يكون ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية بحيث تحصل الأنسجة على ما يكفي، أمَّا إذا كان منخفضًا فإن الأنسجة لن تحصل على الإمداد الكافي من الدم والمغذِّيات، وإذا كان مرتفعًا فذلك مرتبط بمرض التصلُّب العصيدي، وللأسف فإن مرض التصلُّب العصيدي ازداد مع الوقت، لا سيما مع وجود بعض الأمور الخطيرة، مثل التاريخ المرضي للعائلة وتاريخ التدخين، والبدانة، والتركيز العالي للكوليسترول في الدم، ولهذا من المهم تجنُّب ما يوصلنا إلى ذلك، فالكوليسترول يعدُّ مادة دهنية تشكل خطرًا على صحة الإنسان، وله حدود طبيعية مثل ضغط الدم وعندما يتجاوز هذه الحدود يزداد خطر الإصابة بالتصلُّب العصيدي، لا سيما إذا كان يصاحبه ارتفاع في ضغط الدم، لذلك فإن النظام الغذائي الصحي مهم في هذه الحالة، والتدخل الطبي فقط لا يكفي النظام الغذائي المتوازن.
ويُعدُّ ضغط الدم وظيفة متقلبة للغاية، إذ إنه يرتفع وينخفض على مدار اليوم، فمثلًا أثناء التمارين أو الانفعال يكون أعلى من أوضاع الراحة والنوم، ولكن عندما تلاحظ ارتفاعه معظم اليوم فهذا يعني أنك مُصاب بضغط الدم المرتفع.
ومن الجدير بالذكر أن خطورة ارتفاع ضغط الدم ليست متوقِّفة فقط على التصلُّب العصيدي، بل وقد تسبِّب انفجار الأوعية الدموية، وغالبًا ما يحدث هذا فجأة فقد يكون ارتفاع ضغط عديم الأعراض.
ويُعد الإجهاد تفسيرًا مقبولًا لفرط التوتر فقد يحدث للشخص إجهاد عاطفي من خلال مسألة عائلية أو موت شخص عزيز، أو إجهاد بيئي مثل التعرُّض للبرودة أو الحرارة المفرطة، فالتغيير الذي يحدث للإنسان سواء كان تغييرًا إلى الأسوأ أو إلى الأفضل يجعله معرضًا للإجهاد والمرض.
ويرتبط الإجهاد عادةً بحياة المدينة أكثر من حياة الريف، وغالبًا ما يكون الأشخاص مفرطو التوتر هم الذين لا يتعاملون مع عواطفهم بشكل جيد أو لا يستطيعون إظهارها.
الفكرة من كتاب فنُّ الاسترخاء
قد يبدو مصطلح الاسترخاء غريبًا علينا في هذه الأيام، ليس لأننا نجهل معناه، بل لأنه بالفعل أصبح شيئًا صعب المنال، ومع ذلك لا بد أن يكون الإنسان حريصًا على أن ينال قدرًا من الراحة في ظل مشكلات الحياة والضغوطات المختلفة، وعن هذا الموضوع يدور هذا الكتاب الذي بين أيدينا
مؤلف كتاب فنُّ الاسترخاء
هربرت بنسون: ولد في 1935 في الولايات المتحدة ، وهو طبيب قلب أمريكي، ومؤسس معهد طب العقل والجسم في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، وعضو مؤسس في المعهد الأمريكي للإجهاد، وقد أسهم بأكثر من 190 مطبوعة علمية و12 كتابًا.
من أبرز مؤلفاته: “ثورة الراحة“، و”تأثير العقل والجسم“، و”اهتم لقلبك“.
معلومات عن المترجمة:
رفيف كامل غدار: مُترجمة لعدة كُتب أجنبية، من ضمنها الكتاب الشهير لأوليفر ساكس “الرجل الذي حسب زوجته قبَّعة”، و”دليل المتزوجين والمقبلين على الزواج” لهارييت ليرنر، و”علم الفراسة” لروز روزتري.