فرضية جايا (العالم نظام متكامل منظم ذاتيًّا)
فرضية جايا (العالم نظام متكامل منظم ذاتيًّا)
قبل ظهور الإنسان وُجدت كائنات حية أخرى سيطرت على غلاف الأرض، فمع ظهور الخلايا التي تجري التمثيل الضوئي في الطحالب البحرية في البداية، بدأ ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بالانحسار بسرعة أمام الأكسجين، وهو مادة تسبب الموت لكثير من الكائنات، مثل البكتيريا، التي كانت موجودة في تلك الفترة. يبدو أن الحياة العضوية وغلاف الأرض الحيوي لديهما تأثير متبادل، وعلى هذا الأساس يمكن تصوّر الأرض نظامًا واحدًا، منظمًا ذاتيًّا، يُسميه الكاتب “جايا”. فكر في درجة حرارة الأرض المتوسطة، التي لم تتغير كثيرًا وتبلغ نحو 15 درجة مئوية، هذه الحرارة الباردة هي السبب في وجود الحياة، ومع ذلك، لكي تظل هذه الحرارة الباردة متوازنة، فإن الحياة العضوية أمر أساسي، إذ تدعم هذا التوازن عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإبقائه تحت الأرض.
أحد الأسباب التي دفعت العلماء إلى معارضة هذه الفرضية على مر الوقت أنها تبدو كأنها تحتوي على منطق دائري، كيف يمكن لشيء أن يكون سبب وجود شيء آخر، بينما الشيء الآخر هو أيضًا سبب وجود هذا الشيء؟ يعود الأمر إلى حقيقة أن النموذج التقليدي والخطي للسببية -أي إن (أ) يسبب (ب) الذي يسبب (ج)- لا يستطيع أن يوضح كيفية عمل الأنظمة الذاتية التنظيم، وعليه يجب علينا إعادة النظر في النموذج السببي لفهم الأشياء التي تحدث بشكل تبادلي، فمثلًا لدينا عنصران، (أ) و(ب)، وكلٌّ منهما يؤثر في الآخر بشكل تبادلي، بحيث يُخلق (أب) الذي يسبب (أ) في الوقت نفسه. إذًا فالأرض، أو جايا، تُفسر بشكل أكثر ملاءمة من خلال نموذج تبادلي غير خطي، إذ يتفاعل غلاف الأرض والحياة معًا بشكل متزامن لإنتاج مناخ مستقر.
الفكرة من كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
تكمن إحدى سلبيات التقدم العلمي في أنها تجعلنا ندرك هشاشتنا أكثر من أي وقت مضى، فالتقدم العلمي يضعنا في مواجهة سيناريوهات مرعبة متزايدة، مثل اقتراب كويكب من الأرض، أو ثوران بركان عظيم يغطي الأرض بالرماد والغبار، أو حتى تدمير الشمس لكوكبنا الوحيد. ومن خلال تقدم العلوم، زادت هذه السيناريوهات المخيفة، مما خلق إحساسًا بأن هذه الأحداث جاهزة للقضاء على الإنسانية، ولكن ظهرت بارقة أمل عندما قدم جيمس لوفلوك -مبتكر نظرية جايا- نظريةً جديدة مذهلة حول مستقبل الحياة على وجه الأرض، قال جيمس إن عصر الأنثروبوسين -عصر الإنسان- يقترب بعد 300 عام من نهايته، وقد بدأ عصر جديد بالفعل وهو عصر النوڤاسين.
وفي هذا العصر الجديد ستظهر كائنات جديدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، ستفكر بسرعة 10,000 مرة أسرع منا، وستنظر إلينا كما ننظر الآن إلى النباتات بوصفها كائنات تتصرف وتفكر ببطء يائس، وهو العصر الذي يعيش فيه الإنسان والسايبورج -الآلة الفائقة الذكاء- جنبًا إلى جنب بسلام، لأن لديهما مشروعًا مشتركًا يشدد على نجاتهما، وهذا المشروع هو إبقاء الأرض كوكبًا صالحًا للعيش.
مؤلف كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
جيمس لوفلوك: هو عالم بيئي وكيميائي بريطاني، وُلد في 26 يوليو 1919م، واشتهر بتطوير فكرة “الأرض ككائن حي”، التي وُصِفَت لأول مرة في عام 1969م بما يُعرف الآن باسم “نظرية جايا”، تقول هذه النظرية إن الأرض تشكل كائنًا حيًّا واحدًا يتفاعل مع مكوناتها الحيوية وغير الحية للحفاظ على ثبات الظروف البيئية التي تدعم الحياة.
حاز لوفلوك عديدًا من الجوائز والتقديرات على أعماله في مجال علم البيئة والكيمياء. ومن أشهر كتبه:
Gaia: A New Look at Life on Earth
The Ages of Gaia: A Biography of Our Living Earth
The Revenge of Gaia: Earth’s Climate Crisis & The Fate of Humanity
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
معلومات عن المترجم:
ماجد حامد: ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها:
فلسفة الفكاهة.
الألف دماغ: نظرية جديدة للذكاء.
العمر المديد.. لماذا نتقدم في السن؟ وكيف يمكن أن لا نهرم؟