فجر عصر جديد
فجر عصر جديد
إنه عصر التحوُّلات، حيث يمكن القول إن العالم التقليدي الآن يرقص رقصة الموت بفعل الثورة التكنولوجية التي بدأت ملامحها في التشكُّل، فبينما يتجه نجم العالم القديم إلى الأفول يبزغ الآن نجم العالم الرقمي، لذا فالتغيير قادم لا محالة، فما إن يظهر تطوُّر تكنولوجي في مجال ما من المجالات إلا وسرعان ما يلحق به تطوُّر آخر يقوِّضه أو حتى يقوم بنسفه، فيا له من مخاض عسير حقًّا ذلك الذي تمرُّ به البشرية الآن، وهي على أعتاب هذا العبور الرقمي لعالم المعلومات، لا سيما مع رهبة الولوج إلى هذا المستقبل المثير والمخيف في آن واحد.
ولذا يعدُّ فهم هذا التغيير المقبل على البشرية هو الخطوة الأولى لترويضه، وبدلًا من الضياع وسط هذا البحر المتلاطم يمكننا اتباع مسار ثابت للاستفادة من الفرص المتاحة وتفادي المخاطر التي يزخر بها عصر الاضطراب القادم، والذي ينأى بنفسه عن بداهة الوضوح وسذاجة الاكتمال، ومع التعقُّد المتصاعد للمستجدَّات الواقعية أصبحت الوسائط الرقمية قاسمًا مشتركًا بين الجماهير وصناع القرار، لوضع السياسات واتخاذ القرارات ومتابعتها في ظل عصر الشفافية الرقمية، ولتكن لنا عظة من نبوءات الماضي فما أبهظ الثمن الذي دفعته البشرية جرَّاء أحادية النظرة واختزالية الفكر.
ولعلَّ المخاوف اليوم تكمن في صعوبة التنبُّؤ على وجه الدقة بهذا المستقبل الجديد، فيا له من تحدٍّ جسيم ونحن نتجه صوب المجهول! فبين المجازفة والسذاجة يتطلَّب الأمر منَّا في مواجهة شظايا تلك المعضلات التكنولوجية المرتقبة، أن نتسلَّح بخرائط عقلية جديدة تتخلَّص من إرث الماضي وتلبِّي حاجة المستقبل، بدلًا من أن ينتهي بنا الأمر إلى التيه في هذا الاغتراب الذي تعاني البشرية منه الآن، فبعد أن تم محو تلك الخطوط الفاصلة بين الواقع والخيال صار هناك خلطٌ بين الآمال والأوهام، إن لم نستطع أن نكون أسيادًا في المستقبل الرقمي القادم، فعلى الأقل علينا ألا نرضى أن نصبح عبيدًا، فضلًا عن فئران تجارب رقمية.
الفكرة من كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
يشهد التاريخ بأن البشرية مرَّت بعدة ثورات متعاقبة كان آخرها ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتي أحدثت القطيعة مع كل ما هو قديم، وأصبح من الواضح جدًّا أننا لا يمكننا تحمُّل تكاليف تفويت الاستفادة من الفرص التي خلقتها تلك الثورة الرقمية، ومن هنا كان هذا الكتاب بمثابة ببليوغرافيا للمستقبل وتحوُّلاته المرتقبة ودليل لاقتحام آفاقٍ جديدة.
مؤلف كتاب ثورة الإنفوميديا: الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟
فرانك كيلش (Frank Kelsch): هو خبير ومبرمج نظم ورجل استراتيجيات معلوماتية، قدم إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام 1995 مع والديه عندما كان صبيًّا، ويعدُّ الآن من خبراء صناعة الحوسبة والاتصالات، كما قام ببناء وتنظيم أكبر شبكة حاسب في أمريكا الشمالية، واستعانت به كبريات المؤسسات كمستشار وخبير استراتيجيات وتنظيم، وهو محاضر ومتحدِّث دائم في المؤتمرات والمنتديات العامة بصفة منتظمة حول مستقبليات صناعة الحوسبة، من مؤلفاته “ثورة الإنفوميديا الوسائط المعلوماتية وكيف تُغيِّر عالمنا وحياتك؟”.