فجر القوة النووية.. الهند تأخذ الخطوات الأولى
فجر القوة النووية.. الهند تأخذ الخطوات الأولى
لا يمكن لدولة تحلم بالريادة في القرن العشرين أن تساورها أحلام القيادة العالمية وهي غارقة في الظلام، إذ كانت بعض المناطق الريفية في الهند تسمع عن سحر الكهرباء ولا تراه، وبقيت فجوة الطاقة عائقًا أمام أي طموح تكنولوجي للبلاد، لكن وُجد مصدر آخر للطاقة بإمكانه سد هذه الفجوة، بالإضافة إلى توفير مخزون غير متناهٍ لم تكن الهند لتحلم به.
في عام 1945 م شهد العالم فجرًا لعصر قوة قاهرة تأتي في مقدمة العتاد العسكري لأمم الحرب الكبرى، لم يخطر في بال أحد أن ذلك الخطر الذي يهدد بقاء البشرية سيصبح أحد وسائلها نحو مستقبل أفضل، وقد وُجدت حالة من الشك والتحرز من الطاقة النووية على الدوام، ومع كارثة مفاعل “تشرنوبل”، رفضت المجتمعات كل ما يتعلق بالطاقة النووية صالحها وطالحها، لكن طريقًا آخر اختفى تحت رماد المدن، ولم يهتم به أحد حتى أتت الهند لتبدأ السباق نحو طاقة نووية آمنة، وغرضها الأول ليس الحروب.
لماذا اليورانيوم بالتحديد؟ فبالتأكيد ليس هو العنصر المشع الوحيد في الطبيعة، ولكنه الوحيد الذي يجعل فكرة القنبلة الذرية قابلة للتطبيق، حتى في تطبيقاته السلمية، تظل نفايات اليورانيوم صالحة للاستخدامات العسكرية، ولذلك ذاع صيته على الدوام وسيطر على مدونات الفيزياء النووية لعقود، طُويت صفحة التكنولوجيا النووية في معظم أرجاء العالم لزمن طويل، وأُخذت بجريرتها تقنيات أُخرى كانت تعد بأيام أكثر رخاء وسعة.
لكن يبدو أنه لا مفر للعالم من تخطي اليورانيوم، فقد أوشكت الحروب أن تفنيه على كل حال، وقد أتت الأيام بما لم يخطر على بال أحد، إذ تقود الهند اليوم حراكًا عالميًّا لاستبدال الثوريوم باليورانيوم، وهو عنصر مشع آخر لا يحقق الآمال الحربية، لكنه يحقق أمل البشرية في مصدر طاقة نظيف وغير محدود.
الفكرة من كتاب أمة من العباقرة: كيف تفرض العلوم الهندية هيمنتها على العالم؟
ظلت الهند ترزح طويلًا تحت ظلمات الجهل حتى انتهبتها يد الاستعمار، لكن العجيب أن أولئك الأسيويين يبرزون الآن في وادي السيليكون وفي شركات الغرب العملاقة، لا يكتفون بالمهام الروتينية ولا يهتمون كثيرًا بتلك المناصب التي يسعى إليها الجميع في أعلى الهرم، لقد خرج بعضهم من البلاد سعيًا إلى عيش أفضل، لكن الكثيرين لم تزل في أذهانهم تلك الصورة من بلاد تطلب منهم يد العون، يبدو أن عصر هجرة العقول على وشك النهاية، وها هي خيالات جديدة تبزغ في الأراضي الهندية، عيون تتطلع إلى القوى العظمى في العالم وتطمح إلى ريادة الواقع بعد أن ملكوا الخيال لقرون.
مؤلف كتاب أمة من العباقرة: كيف تفرض العلوم الهندية هيمنتها على العالم؟
أنجيلا سايني: صحفية ومذيعة وكاتبة بريطانية، وُلدت بلندن عام 1980، درست أنجيلا الهندسة الميكانيكية بجامعة أكسفورد، حيث حصلت على درجة الماجستير، كما عملت كاتبة متخصصة في العلوم والتقنية، ونشرت العديد من أعمالها في مجلات بي بي سي، والجارديان وإيكونوميست، من أعمالها
Inferior: How Science Got Women Wrong—and the New Research That’s Rewriting the Story
The Patriarchs: The Origins of Inequality
Superior: The Return of Race Science
معلومات عن المترجم:
طارق راشد عليان: كاتب ومحرر ومترجم مصري، عمل مع العديد من المؤسسات الثقافية العربية، مثل المركز القومي للترجمة، ومشروع “كلمة” أبو ظبي، من أعماله:
إمبراطور الأمراض، لسيدهارتا موخيرجي.
فن الحرب القديم، لهاري سايدبوتون.
فلسفة الرياضة، لستيفن كونور.