فتح القسطنطينية
فتح القسطنطينية
أخذ السلطان مُحمَّد يُخطِّط ويرتِّب لفتح القسطنطينية فوصل عتاد الجيش إلى ربع مليون مجاهد، وقد أعدَّهم إعدادًا ماديًّا ومعنويًّا عظيمًا وغرس فيهم حب الجهاد، كما اعتنى بالأسلحة على نحو خاص مستعينًا بمهندس مجري يُدعى “أوربان” فصنع مدافع ضخمة قوية، كما اعتنى السلطان محمد الفاتح بتجهيز الأسطول، وعقد معاهدات مع أعدائه ليتفرَّغ لعدو واحد.
كانت القسطنطينية محاطة بالبحر من ثلاث جهات، وكان يحيط بها سور خارجي يبلغ طوله قرابة خمسة وعشرين قدمًا عليه جنود للحراسة، فكانت تعدُّ من أفضل المدن تحصينًا، وحين وصل السلطان محمد الفاتح القسطنطينية خطب في جيشه خطبة جليلة يحثُّهم فيها على الجهاد وطلب النصر أو الشهادة، فبادر الجيش بالتهليل والتكبير، وانبثَّ العلماء بين الجيش لتثبيتهم، وعمل على نصب المدفع أمام الأسوار، لكن كانت تصل المساعدات المسيحية من أوروبا إلى البيزنطيين داخل القسطنطينية بعد مواجهة بحرية مع السفن العثمانية.
حاول الإمبراطور البيزنطي تقديم عروض مختلفة للسلطان ليجرَّه إلى الانسحاب، لكن الفاتح يريد بالمقابل تسليم المدينة، وأخذ الجيش العثماني يحاصر القسطنطينية وقامت عدة معارك بحرية انهزم في أكثرها العثمانيون، فاقترح بعض مستشاري السلطان الانسحاب لكنَّه أصرَّ على البقاء والمحاولة، فضاعف السلطان محمد الهجوم وأخذ صوت الجيش يشقُّ عنان السماء مُكبِّرين، كما حاول العثمانيون حفر الأنفاق تحت الأرض لكن أدركهم البيزنطيون فواجهوهم، لكن الفشل لم يمنع العثمانية فعادوا مرة أخرى إلى الحفر، وكانت أصواتهم تحت الأرض تسبب رعبًا عظيمًا للبيزنطيين.
وطال الحصار حتى استهلك العثمانيون الكثير من الأسلحة لدرجة انفجار المدفع السلطاني من كثرة الاستخدام، فرجع بعض المستشارين للسلطان مرة أخرى يقترحون عليه الرجوع، إلا أن البعض شجَّع السلطان على إتمام الفتح، والعلماء كذلك، فأنهى السلطان الاجتماع وقد أقر قراره باستكمال الفتح والمواصلة، وأخذ يراقب تحرُّكات جيشه بنفسه، وحث الجند مرة أخرى على الجهاد، وانتشر العلماء بين المجاهدين يتلون عليهم آيات الجهاد، وفي الوقت نفسه كان البيزنطيون يجتمعون لإقامة ابتهالات في الكنائس يطلبون فيها النصر.
وفي يوم الثلاثاء الموافق العشرين من جمادى الأولى بدأ الهجوم الشديد من قبل العثمانيين، ورغب المجاهدون في الشهادة فتقدَّموا وضحُّوا بأرواحهم في سبيل الله، حتى استطاع شجعان الانكشارية تسلُّق سور المدينة، فمهَّدوا لدخولها، وواصل العثمانيون الهجوم حتى تمكَّنوا من اقتحام الأسوار والاستيلاء على الأبراج، ولما رآهم الإمبراطور البيزنطي تمكَّن من خلع ملابسه حتى لا يُعرف وقاتل حتى قُتل في ساحة المعركة.
الفكرة من كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
مُحمد الفاتح، قاهر الروم، ما سيرته؟ وكيف فُتحت القسطنطينية على يديه؟ وما جهود العثمانيين قبله ليحدث هذا الفتح؟ يتناول الدكتور علي الصلابي هذه التساؤلات في كتابه، موّضحًا أهم المحطات التاريخية في تاريخ العثمانيين، وأثر تلك الجهود في العالم الإسلامي، وسنن الله عز وجل في الأُمم، وآثار تحكيم شرع الله تعالى كالاستخلاف والتمكين.
مؤلف كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
علي محمد محمد الصلابي: فقيه وكاتب ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي، حصل على درجة الإجازة العالمية من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة، كما نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، ونال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم.
صدر له عدد من الكتب من أهمها:
عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين.
السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث.
السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت.
الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق.