فتح الأحساء والقطيف
فتح الأحساء والقطيف
في عهد “محمد بن سعود” مؤسس الدولة السعودية الأولى كانت الأحساء ولاية سعودية حتى سقوط الدرعية عام 1233 هجريًّا الذي يوافق العام 1818م، ثم أعيدت مرة أخرى إلى الحكم السعودي في عهد الإمام تركي بن عبد الله ثم سيطر عليها الأتراك مرة أخرى، وكان يقوم على إدارتها آنذاك متصرف “البصرة”، وتدهورت أحوالها وعم فيها الفساد من جراء ترك شؤون حكمها إلى أفراد الحامية غير المسؤولين، وبعد أن تمت للملك عبد العزيز السيطرة على معظم البلدان النجدية واطمأن لاستعداد جنوده، بدأ يفكر في تحرير الأحساء، وكان مما عزز من تمسكه برأيه في تحرير الأحساء أن العثمانيين المسيطرين عليها كانوا من مناصري أعدائه، وأعلنوا موالاتهم لخصومه ومعاونيهم مثل: ابن الرشيد، فأمدوهم بالسلاح والرجال والمؤن في حروبهم مع الملك عبد العزيز وآل سعود.
وعندما وصل الملك عبد العزيز إلى المدينة رحب به أهلها وأقبلوا على مبايعته، وأقبل جنود الملك على العساكر الأتراك المرابطين في الحصون، فطلب الملك منهم أن يسلموا ويرحلوا إلى بلادهم فقبلت الحامية وسمح لهم الملك عبد العزيز بحمل سلاحهم دون المدافع والذخائر، وأرسل “أحمد بن ثنيان” لمرافقتهم وعائلاتهم حتى ميناء العقير، وبعد الأحساء اتجه الملك إلى القطيف فسلم له أهلها طواعية وطلب حكامها العثمانيون التفاوض مع الملك، إذ أيقن العثمانيون أن مصلحتهم السياسية تستدعي التعاون مع الملك عبد العزيز والعزوف عن دعم عاملهم “ابن الرشيد” الذي ظهر ضعف موقفه أمام ابن سعود، ومن جهته رفض الملك عبد العزيز المقترح العثماني الذي عرض إبقاء مندوبين معتمدين للدولة العثمانية في القطيف والأحساء، وفضل بدلًا من ذلك أن تكون العلاقات ودية يختارها بنفسه إذا رغب في ذلك لا أن تكون سلطة إجبارية، فوافقت الأستانة على طلبه، وقلدته النيشان العثماني الأول ومنحته لقب “صاحب الدولة”.
الفكرة من كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
كانت الجزيرة العربية ولا تزال موضع اهتمام المؤرخين والمهتمين بتاريخ نشأة الدول الحديثة، وكتب عنها المستشرقون الذين توافدوا للمنطقة العربية وازداد اهتمامهم بها في سنوات اكتشاف النفط، وحديثًا أضيفت إلى نقاط أهميتها نقطة أخرى وهي الخطوات التي قطعتها في مسيرة التحديث والبناء التي بدأت رويدًا منذ توحيد البلاد في عهد الملك عبد العزيز، وفي هذا الكتاب نتعرف رحلة توحيد المملكة العربية السعودية في فترة فاصلة من تاريخها، ونكتشف كيف واجهت القيادة السياسية الانقسامات والأطماع السياسية لتتمكن الدولة السعودية من استعادة وحدتها مجددًا، والتوجه نحو عملية بناء الدولة الموحدة والحديثة.
مؤلف كتاب مع الملك الموحد: في مسيرة التوحيد والبناء
عثمان بن صالح العلي الصوينع: كاتب وصحفي سعودي حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية في الرياض ثم حصل على الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الأزهر في القاهرة، شارك في تحرير صحيفة القصيم في بريدة وله العديد من المقالات والأعمال الأدبية والتاريخية منها:
الرياض: عاصمة الدولة السعودية.