فؤاد وثورة 1919
فؤاد وثورة 1919
موقف الملك من الثورة يبين لك عن موقفه في الحكم بشكلٍ عام، بين الاتصال بالحركة الوطنية الإصلاحية وبين مهادنته للإنجليز، وتنقسم علاقة الملك بالثورة إلى مرحلتين متباينتين: الأولى تمتد خمسة أشهر بين إعلان الهدنة في 11 نوفمبر عام 1918 وتوجيه زعماء الوفد خطابًا حافلًا بالنقد له في 2 مارس بسبب إذعانه لمطالب سلطات الحماية البريطانية وقبول استقالة وزارة حسين رشدي، والثانية تمتد نحو ثلاثة أعوام وحتى صدور تصريح 28 فبراير عام 1922.
وقد اتسمت المرحلة الأولى بالاتفاق بين أهداف السلطان والحركة التي نشأت في 1918 جراء مقابلة سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي والمندوب السامي البريطاني في العاصمة المصرية، وكان السلطان قد عقد العزم على أن يتوجه شخصيًّا بعد الحرب إلى لندن بصحبة عددٍ من وزرائه إلى العاصمة البريطانية للتعبير عن مطلب مصر بتوسيع نطاق استقلالها، كما أن هناك إشارة تقول إن فكرة تأسيس (جماعة) -عرفت فيما بعد باسم الوفد- لم تكن بعيدة عن قصر عابدين.
ففي مارس 1918 جرت مناقشة بين سعد زغلول وإسماعيل صدقي هدفها التقريب بين سعد زغلول والسلطان، وأن صدقي اقترح على سعد اختيار لجنة من بعض أعضاء الجمعية التشريعية تكون بمثابة (لجنة استشارية) يعود إليها السلطان في المسائل المهمة، واستحسن السلطان الفكرة، كما أن تحرك ممثلي الوفد الثلاثة كان جزءًا من حملة سبق ترتيبها وكان السلطان على علمٍ بها، حتى إنهم لما اجتمعوا بالمندوب السامي أكدوا له أن مطالبهم تلقى تأييد السلطان.
وكان قد طلب رئيس الوزراء حسين رشدي السماح له بالسفر إلى لندن هو ووزير المعارف لمناقشة شؤون مصر؛ الأمر الذي قوبل بالرفض من البريطانيين فقدما استقالتيهما وأصرا عليها، إلا أن المندوب السامي بدأ زرع الشقاق بينهما بعد الاتفاق، فقال إن الوزارة من الممكن أن تسير بغير تشكيل جديد وبغير رئيس وزراء ومن الممكن قبول طلب انسحابهما، بادئًا بهذا تحويل الملك عن تأييد الحركة الوطنية، بل وإضعافها، مما أدى إلى مهاجمة الوفد للسلطان في مذكرة تنمُّ عن خيبة أملٍ جراء خذلان الحركة وقبول استقالة الوزيرين ومنعهما من السفر.
الفكرة من كتاب فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول
إن فترة حكم الملك فؤاد من الفترات الشائكة في التاريخ المصري الحديث، بسبب مهادنته للاحتلال أحيانًا ودعم الحركة الوطنية أحيانًا أخرى، مما جعل من الصعب تحديد مواقفه الحقيقية، وهل كان مجرد تابع للاحتلال، أم ذا سيادة مستقلة؟
في هذا الكتاب نتعرف على تاريخ الملك فؤاد وأحوال حكمه لمصر وتاريخ المؤسسات الوطنية التي أُنشئت في عهده، ومعارضات حزب الوفد له وللاحتلال ونصب المكائد لغيره ليستأثر بالحكم.
مؤلف كتاب فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول
يونان لبيب رزق (1933- 2008): مؤرخ مصري معاصر، ترأَّس قسم التاريخ الحديث في كلية الآداب بجامعة عين شمس، وكان عضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس الشورى، والمجلس الأعلى للصحافة، حصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية عام 1995، وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام 2004.
من أهم كتبه ومؤلفاته:
الوفد والكتاب الأسود.
قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج.
الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطاني.