غيرة محمودة!
غيرة محمودة!
المرأة بطبيعتها تحب أن تشعر بغيرة زوجها وحبه لها من وقت إلى آخر، لكنها في الوقت ذاته تكره الغيرة المفرطة، وقد بيَّن النبي (صلى الله عليه وسلم) أن هناك غيرة محمودة، وغيرة مذمومة، ففي الحديث: “من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله فأما التي يحبها الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في غير ريبة” أي أن الله سبحانه وتعالى يحب الغيرة التي تكون بداعٍ وسبب، وأما الغيرة التي تقوم على الشك والاتهام فهي غيرة يبغضها الله ولا يحبها، فمثلًا الزوج الذي يفتش وراء زوجته في محادثاتها الهاتفية دون سبب، تستحيل حياته إلى جحيم ملتهب؛ من أجل ذلك نهى النبي عن الغيرة المرضية التي تحمل في طياتها كل معاني الشك، وقد نهى النبي أن يأتي الرجل أهله طروقًا، والطروق: أي المجيء بالليل من سفر أو غيره على غفلة، وكما تكره النساء الغيرة المفرطة، فإنها تكره الرجل الذي لا يغار، فمثًلا إذا ذهبت الزوجة إلى مكان كله رجال وطلبت منه أن يكون إلى جوارها، قال لها إنه مطمئن عليها، لأنها ستكون رجلًا وسط الرجال، فهذه الثقة لا تحبها النساء، لأنها ممزوجة بنوع من البرود ويخالطها شيء من الدياثة، ومن بديع ما جاء في الغيرة ما رواه ابن كثير أن امرأة تقدمت إلى مجلس أحد القضاة فادَّعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار مهرًا لها، فأنكر الزوج، فجاءت ببيِّنة تشهد لها به، فأمرها القاضي أن تسفر عن وجهها ليتحقَّق الشهود منها، فقال الزوج: “تفعلون ماذا؟ لها ما ادَّعت ولا تسفر عن وجهها”، فقالت الزوجة: وأنا أشهد القاضي أني قد وهبت له المهر وأبرأته، فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: “يكتب هذا في مكارم الأخلاق”.
الفكرة من كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
إن السعادة الزوجية كالعملة لها وجهان، وجه يمثله الزوج ووجه تمثله الزوجة، فماذا إذا كان أحد وجهي هذه العملة براقًا ساطعًا، بينما كان الوجه الآخر قاتمًا وعابسًا أو كان مشوَّهًا، هل ستصبح هذه العملة ذات قيمة؟ هل بإمكان السعادة أن ترفرف في سماء أسرة يقوم أحد طرفيها بغزل خيوط السعادة، بينما يقوم الطرف الآخر بتمزيق تلك الخيوط كلما نسجت؟ لذلك جاء هذا الكتاب كمحاولة لكشف اللثام عن الأسباب التي تجعل كثيرًا من البيوت في حالة من الفتور والجمود.
في هذا الملخص سنفتح لك صفحات كتاب قلوب وعقول النساء؛ لتقرأ سطورها بعمق، وتتسلل إلى أسرارها برفق، وتكتشف خبايا تفكير النساء وطبيعة مشاعرهن!
مؤلف كتاب ما لا يدركه الرجال وتحتاجه النساء
الدكتورة رضا الجنيدي: كاتبة ومتخصصة في مجال الأسرة وداعية إسلامية، حاصلة على ليسانس آداب قسم علم نفس، ودبلومة دراسات إسلامية، مدربة معتمدة من جامعة القاهرة والمركز الكندي لإبراهيم الفقي، لها العديد من المقالات المنشورة والمؤلفات في المجال الأسري والدعوي، مثل: “بارقة أمل”، و”زوجات في مهب الريح”، و”إطلالة على اسم الله الفتاح”، و”إطلالة على اسم الله الجبار”.
ومن المقالات: “كن أبًا ديكتاتوريًّا وافتخر بإنجازاتك”، و”أمواج الابتلاءات تصنعك”، و”إنجازات بسيطة لحياة سعيدة”.