غياب الالتزام
غياب الالتزام
يقصد المؤلف بهذا الخلل أنه بعد انتهاء النقاش بين الأعضاء قد يصل الأمر في بعض الأوقات إلى عدم اتخاذ قرار بالاجتماع، أو يتم تأجيل القرار إلى أن يحصل الإجماع من كل الأعضاء على الفكرة أو القرار المطروح، أو أن يتم التوصُّل إلى قرارٍ لكن بسبب عدم اقتناع بعض الأعضاء، فقد تتم الموافقة نظريًّا في الاجتماع لكن لا يتم العمل بها على أرض الواقع لعدم اقتناع أولئك الأعضاء إرضاءً لهم.
يرجع غياب الالتزام إلى عاملين مهمين: الرغبة في الحصول على الإجماع والحاجة إلى الشعور باليقين، فأما الأولى فيقصد بها الافتراض الخاطئ لدى البعض من أن النقاش من المفترض أن يجلب في النهاية اقتناع كل الأطراف في الجلسة، وبالتالي فإذا لم يكن هناك إجماع فيتم تأجيل القرارات لحين الموافقة عليها، أما الحاجة إلى الشعور باليقين فيقصد بها نفس عملية التأجيل المذكورة سابقًا، لكن تلك المرة لحين عمل تقارير تدعم وجهة النظر أو القرار المقترح بحيث يعملون على جمع البيانات الكافية عن الأمر.
وعلى الرغم من وجاهة تلك الأسباب من النظرة الأولى، فإنها على العكس سوف تؤدي إلى التأخير في اقتناص الفرص، كما يحفز الخوف من المخاطرة باعتباره العامل الأساسي للربح، كما أنه رغم استهداف أفراد العمل وإجماعهم فإنه سيؤدي في نهاية الأمر إلى زيادة النزعات التشكيكية لدى أعضائه، لذلك على الأعضاء اتباع القاعدة العسكرية القديمة “إن اتخاذ قرار حتى لو كان خاطئًا أفضل من عدم اتخاذ قرار على الإطلاق”، بل وحتى لو تم اكتشاف خطأ ذلك القرار فمن السهل حينئذٍ أن يتم تغييره مرة أخرى عن أن يتم انتظار النتائج النظرية المبنية على القرار، لكن في نفس الوقت يجب التنبيه لحتمية التوضيح من قبل القائد أن ذلك القرار المتخذ مبني على النقاش بالاجتماع وتم بعد موافقة غالبية الأعضاء، ولا يعني بذلك أن القرارات الأخرى مرفوضة لذاتها أو لأشخاصها.
الفكرة من كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
أشار الكاتب بأسلوب قصصي شائق إلى عوامل أثرت بشكل كبير في منظومة إحدى الشركات التي واجهتها المشاكل بعد صعودها إلى المراكز المتقدمة في التصنيف بين الشركات التكنولوجية الرائدة، وبعد تعيين المديرة الجديدة تم اكتشاف أن الأمر متعلِّق بالفريق نفسه، وأنه يعاني مشاكل تعوق تعاملهم فيما بينهم كفريق، لتحاول تنظيم وهيكلة الفريق مرة أخرى لتعيد الريادة إلى الشركة.
مؤلف كتاب العوامل الخمسة لخلل العمل الجماعي: قصة عن القيادة
باتريك لينسيوني: خبير ومستشار إداري ورئيس شركة تابل جروب التي تقدم الاستشارات الإدارية لعدد كبير من الشركات والمؤسسات، وإلى جانب عمله كمؤلف، يعمل في المجلس الوطني لإدارة مؤسسة “ميك أويش” الأمريكية، كما أنه أحد المساهمين في مؤسسة هنداوي للنشر والتوزيع.