غضب الطفل
عندما يكون لدى الطفل مشكلات نفسية لا يكون الحل لدى الطفل وإنما في البيئة التي يعيش فيها، وحل مشكلة الغضب لديه هي مسؤولية الكبار لأن الطفل ضحية للنظام الذي وُلِد فيه، لكن الكبار هم الذين يصنعون النظام ولديهم حرية تغييره، أما الطفل فيتعرَّض لتأثيره برغبته أو رغمًا عنه.
الطفل الغاضب يحتاج إلى الحب، ولمساعدة الطفل في التعامل مع غضبه يمكن تصنيف هذه المساعدة إلى ما يمكن أن يقوله الوالدان وما يفعلانه وما يمكن للطفل فعله.
تعد الاستجابة اللفظية مهمة أثناء تعبير الطفل عن غضبه، وهنا يوضح الوالد أنه لا يرغب في منع الطفل من التعبير عن غضبه ولكنه يود مساعدته في التعامل مع غضبه بطريقة لا تؤذيه أو تؤذي غيره، ويستخدم الإنصات التأمُّلي الذي يعني تكرار ما يسمعه من الطفل بصوت هادئ ويعبِّر عن فهمه له وتعاطفه معه، ويمكن أن يخبره ببعض تجاربه وصراعاته الشخصية، ويتجنَّب التعليم أو التصحيح أو إصدار الأوامر.
ما يمكن أن يفعله الوالدان يتمثَّل في حمل الطفل إذا كان صغيرًا إلى أن يهدأ ويسترخي، فهذا يوصل إلى الطفل رسالة أن والده بجانبه ولن يتركه وسيحميه، ويمكن إمساك الطفل من الخلف ووضعه على حجره، واحتضانه بطريقة تشتمل على الحب والقوة.
يمكن جعل الطفل ينفِّس عن غضبه من خلال اللعب بالألعاب تحت الإشراف أو العلاج النفسي والرسم وإلقاء الطين على حائط، أو توجيهه لضرب الوسادة بشيء لا يسبِّب له الضرر، وتعليمه أن يحدِّد الانفعال الذي يشعر به ويعترف به ويوجِّهه.
الفكرة من كتاب الغضب: تعامل معه.. استشفِ به.. لا تدعه يقتلك
نرغب جميعًا في التخلُّص من الغضب، ونتمنَّى ألا نشعر به، ولكن ماذا إذا كان الغضب شعورًا له فوائد ويجب أن نَقبله؟ يطرح الكاتب من خلال خبرته في العلاج النفسي فكرة أن الغضب شعور والمشاعر جزء من الذات، وأننا يجب أن نوجِّه اهتمامنا إلى التعبير عنه بطريقة صحية وليس أن نتخلَّص منه، ويتناول شعور الغضب عند الأطفال والنساء والذكور وعلاقته بالحب وطرق التنفيس عنه بحيث لا يؤدي إلى إيذاء أي شخص ولكن يتم توجيهه بطريقة هادفة.
مؤلف كتاب الغضب: تعامل معه.. استشفِ به.. لا تدعه يقتلك
الدكتور ويليام جراي ديفور: معالج نفسي، ومدرِّب تنفيذي ورئيس مؤسسة التنمية الشخصية والمهنية بولاية تكساس في أمريكا، يقوم بإجراء ورش دولية عن الذكاء العاطفي والصحة الانفعالية في العلاقات الشخصية والعملية، ويساعد الأفراد والمؤسسات على تحقيق التكامل بين الجسد والعقل والروح للوصول بهم إلى مستويات عالية من التكامل الشخصي والمهني، ومعلِّق في راديو ويزدم وكاتب عمود في ويزدم ميديا وعضو في مركز كوبر إيروبكس، ألف وشارك في تأليف العديد من الكتب.