غزو مغولي من الأراضي الروسية
غزو مغولي من الأراضي الروسية
كان في بلاد القرم أمير يُدعى “توكتاميش” وقد هرب إلى مملكة تيمور ليحتمي به من الخان المغولي، فوافق تيمور ورفض تسليمه، ولما مات الخان عاد توكتاميش وتولى العرش بعده، لكنه لم يشكر حماية تيمور أو مساعدته له، بل قابل إحسانه بالإساءة وقرر غزو سمرقند، فبدأ بإحداث بعض الخراب والفتن في نواحي خراسان، ليقرر تيمور الانتقام بعدما نظم أمور دولته، فاتجه هذه المرة إلى روسيا.
وعلى رأس مئة وخمسين ألف جندي، خرج القائد تيمورلنك متجهًا إلى الأراضي الروسية، وكان إذا وجد الثلوج اشتدت في طريقه يأمر بالتوقف مكانه حتى ينتهي فصل الشتاء، ليستطيع في خمسة أشهر قطع نحو 1800 ميل في رحلة شاقة بالنسبة إلى الجيوش.
بدأت المعركة، واستطاع تيمور بدهائه منع قوات العدو من محاولة تطويق جيشه، كما حرمهم فرصة الانسحاب المنتظم، ثم أحالها إلى مجزرة وصل عدد قتلاها إلى مئة ألف، وبعد ثلاث سنوات نقض توكتاميش الهدنة التي اتفقا عليها، ليهاجم تيمور العاصمة “سارى” فأحرق المدن وقضى على خصمه المغولي نهائيًّا.
حتى تلك اللحظة، كانت معارك تيمورلنك مع غير المسلمين، لكن أنظاره اتجهت إلى بلاد الإسلام بشكل مؤسف لا ينتمي إلى الإسلام في شيء، فقد اتجه إلى فارس في عام 1386م واقتحم المدينة بشكل دموي أدى إلى مقتل أكثر من سبعين ألف شخص جُمعت جماجمهم ليُصنع بها هرم!
الفكرة من كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
في الوقت الذي كان أحفاد جنكيز خان وقادتهم يفسدون في الأرض، ظهر في بلاد ما وراء النهر -أوزباكستان الآن- رجل تتاريٌ مسلم أزعج المغول فهزمهم وقضى عليهم، وبنى مملكةً ضمت روسيا وبلاد ما وراء النهر والعراق والشام، وكما بهر الدنيا فقد فعل الأفاعيل وقتل وسفك دماء المسلمين، ليحتار المؤرخون في أمره إن كان مسلمًا أم ادَّعى الإسلام؛ إنه تيمورلنك.
مؤلف كتاب قاهر العالم تيمُورلنك
السيد فرج: كاتب مصري متخصص في مجال التاريخ.
له عدة مؤلفات أهمها: “جيشنا في فلسطين”، و”حروب محمد علي”، و”وهذه هي الحرب”.