غزو الجراثيم

أعتذر لك مسبقًا يا صديقي، وذلك لأنه لا بد لنا من مشاهدة لمحة عن العنف الذي تعرض له السكان الأصليون، فالأشخاص الذين تراهم الآن يحرقون أحياءً، وتطلق عليهم الكلاب، هم التاينو، وهم سكان هيسبانيولا الأصليون، ومن يعذبونهم بقسوة هم الغزاة الإسبان، الذين انطلقوا في المحيط للبحث عن الثروات ونهب الأراضي، وعلى الرغم من أن الجيش الإسباني كان قليل العدد والعتاد، فإنه هزم السكان الأصليين، والسبب في ذلك لا يعود إلى تطور أسلحتهم أو مهاراتهم الحربية، وإنما الأمراض، تمامًا كما حدث مع المزارعين وجامعي الثمار في رحلتنا الزمنية في العصر الحجري. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

عندما بدأ الأوربيون في الاستيطان في منطقة البحر الكاريبي، كانت مسألة وقت فقط قبل أن تقفز الفيروسات والبكتيريا التي تطورت في العالم القديم في أعقاب ثورة العصر الحجري الحديث عبر المحيط الأطلسي، والسكان الأصليون الذين لم يتعرضوا لها من قبل لم يمتلكوا أي مناعة ضدها، وكان من هذه الأمراض الجدري، الذي أهلك ثلث السكان، وكان البداية لسلسلة من الأوبئة القاتلة، إذ انتشرت الحصبة التي قضت على ٨٠% من السكان الأصليين.

وكما انطلق الإسبان في رحلة لغزو الأراضي، فقد جهز البرتغاليون جيوشهم وذهبوا للبحث عن الثروات، ورغم تفوقهم في العدد والعتاد على الإسبان، فإنهم لم يحققوا سوى نجاحات طفيفة في المنطقة، كما أنهم لم يسيطروا على أراضٍ عدة، والأمراض المعدية هي المسؤولة عن النتائج المختلفة جدًّا، إذ لم يكن استعمار الأمريكتين ممكنًا إلا لأن مسببات الأمراض من العالم القديم جاءت لمساعدة الغزاة، في حين أن البرتغاليين لم يحالفهم الحظ بسبب ارتباط الأراضي التي أرادوا الاستيلاء عليها بقارة أوربا من خلال التجارة، إذ سافر الناس ونقلوا البضائع، وانتقلت معهم البكتيريا والفيروسات، وكفانا حديثًا عن الحروب والغزاة، فمحطتنا الزمنية التالية ستكون مع أحد أشهر مستكشفي العالم.

هل تعلم ما سبب سقوط الإمبراطورية الرومانية؟ وما أصل الصور النمطية؟ وكيف غير الغزاة وجه العالم؟ وماذا عن الاقتصاد والثقافة والعادات المجتمعية؟ أعلم أنك الآن تفكر في إجابات عدة، ولكن الإجابة التي أقصدها لن تخطر ببالك. 

لن أعطيك الإجابة بهذه البساطة يا صديقي، ولكني سأصحبك في رحلة ستكشف لك عن إجابات هذه الأسئلة وغيرها الكثير، فما وجهتنا؟ وأين سنسافر؟ حسنًا في هذه الرحلة لن نطرح سؤالًا يبدأ بـ”أين”، بل “متى”، لأن رحلتنا ستكون عبر الزمن، فهل أنت مستعد؟

جوناثان كينيدي: مؤلف، وباحث، ومدرس في مادة الصحة العامة في جامعة الملكة ماري في لندن، وحاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كامبريدج، وله عدة مؤلفات، أهمها: 

Pathogenesis: A history of the world in eight plagues
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.