غزة وحماس وهل حل الدولتين أمر واقع؟
غزة وحماس وهل حل الدولتين أمر واقع؟
ترتبط القضية الفلسطينية في أذهان الناس والرأي العام العالمي بقطاع غزة، وقد لخَّص هذا الجزء من فلسطين المسألة الفلسطينية بالنسبة إلى العالم كله، فغزة هي أكبر مخيم للاجئين على وجه الأرض، وعندما تُذكر غزة فعلى الفور يُذكر أحد اللاعبَين الرئيسَين وهو “حماس”، وهي كلمة ترمز اختصارًا للاسم الرسمي “حركة المقاومة الإسلامية”، ونشأت حماس بصفتها فرعًا من الإخوان المسلمين في فلسطين، وأول ظهور يلفت الانتباه لها كان إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى في عام 1987م، وفي العام التالي للانتفاضة نشرت الحركة ما عرف باسم “ميثاق حماس”، الذي أكدت فيه أن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين هو المنهج الإسلامي والمقاومة، ومنذ تلك اللحظة دخلت حماس في صراع وجودي مع الغرب وإسرائيل والسلطة الفلسطينية.
كان المنافس الوحيد لحماس حركة فتح التي تعد الفصيل الفلسطيني الرئيس ضمن منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة فتح حركة وطنية علمانية توجهاتها يسارية، وتلتزم بإقامة دولة فلسطينية علمانية تسع الجميع، وقد تصدت حركة حماس لحركة فتح وفشلها في إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين، لكن التحدي الأكبر بين الحركتين نشأ عندما قررت حماس خوض انتخابات المجلس التشريعي وانتخابات البلدية بصفتها حزبًا سياسيًّا في عام 2005م، وفازت بالانتخابات في عام 2006م، كما حصدت أغلبية مريحة مكنتها من تشكيل الحكومة، وقد دُهش كثير من الخبراء من الانتصار ذي الطبيعة الديمقراطية الذي حققته حماس، لكن هذا الانتصار اصطدم بحركة فتح وإسرائيل، إذ أطاحت السلطة السياسية في الضفة الغربية بحماس، لكنها احتفظت لنفسها بالسيطرة على قطاع غزة.
ومنذ فوز حماس في انتخابات عام 2006م إلى اليوم وهي تُشيطَن من قِبل إسرائيل، وتوصف بأنها حركة إرهابية. وفي ضوء تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وحتى اليوم، يجب أن نرفض وصف الممارسات الإسرائيلية بأنها حرب ضد الإرهاب، أو حرب للدفاع عن النفس، وفي المقابل يجب ألا نقبل تصوير حماس بوصفها امتدادًا للقاعدة أو داعش، أو مجرَّد دمية في يد إيران كما تدعي إسرائيل، بل هي حركة تحرير مشروعة في هذا الخصوص، ولا يوجد وصف يمكن أن توصف به سياسة إسرائيل في غزة منذ عام 2006م حتى الآن غير أنها أفعال “إبادة تصاعدية”.
وفي العموم فإن أكثر الأمور التي تُروج بوصفها حلًّا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي “حل الدولتين”، وفي الحقيقة.. إسرائيل تسيطر على مساحات كبيرة من الضفة الغربية، وهو ما يجعل حل الدولتين بعيد المنال، ومن ثم فإن حل الدولتين أشبه بجثة هامدة تُخرج من المشرحة من حين لآخر وتُعرض كشيء حي، وعندما يثبت أنها بلا جدوى تُرجع إلى المشرحة مرّة أخرى!
الفكرة من كتاب عشر خرافات عن إسرائيل
لفهم أي صراع بين طرفين لا بد من العودة إلى التاريخ للوقوف على فهم حقيقي يتيح فرصة للسلام، وفي موضوعنا تعرض الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتضليل وتزييف تاريخي متعمد، وقد أدى ذلك إلى اضطهاد الفلسطينيين ودعم وحماية نظام قائم على الاحتلال والاستعمار، يعتمد التزييف والتضليل على الرواية التاريخية الصهيوينة، فالرواية الإسرائيلية الصهيونية تعتمد على عشر خرافات تلقي بظلال من الشك على الحق الأخلاقي الفلسطيني في الأرض، وتأخذ وسائل الإعلام الغربية هذه الخرافات بوصفها مسلَّمات لا تقبل الدحض، ومن ثمَّ يستعرض المؤلف هذه الخرافات ويرد عليها، قاضيًا بذلك على الرواية الصهيونية المزيفة!
مؤلف كتاب عشر خرافات عن إسرائيل
إيلان بابيه: هو مؤرخ إسرائيلي مشهور، ويعمل أستاذًا بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة، كما أنه مدير المركز الأوربي للدراسات الفلسطينية بالجامعة.
من مؤلفاته:
التطهير العرقي في فلسطين.
فكرة إسرائيل: تاريخ السلطة والمعرفة.
أكبر سجن على الأرض: سردية جديدة لتاريخ الأراضي المُحتلة.
معلومات عن المترجمة:
سارّة عبد الحليم: هي باحثة ومترجمة فلسطينية، حازت شهادة الماجستير في الفلسفة في دراسات الشرق الأوسط الحديث من جامعة أكسفورد ببريطانيا. من ترجماتها:
وسطاء الخداع.