غرناطة.. آخر ممالك الأندلس
غرناطة.. آخر ممالك الأندلس
اقتربت نهاية غرناطة بعد تولي السلطان علي أبو الحسن بن الأحمر الذي رفض دفع الضريبة السنوية للإسبان، فتشجع الإسبان على انتهاز الفرصة وساعدهم وجود فتنة بينه وبين ابنه أبي عبد الله الصغير، وبعد وفاته استمرت الفتنة بين أخيه الزغال وابنه حتى انتهت بتقسيم مملكة غرناطة إلى مملكتين.
لم يتوقَّف الأمر على ذلك إذ قرر الإسبان احتلال غرناطة، فحاصروا الجزء الواقع تحت سيطرة الزغال لأن أبا عبد الله كان في معاهدة صداقة معهم وشارك في حملتهم ضد جيش عمه حتى انهزم الزغال وتم نفيه ثم عُذب وسُجن إلى أن مات، ثم قرر الإسبان استكمال السيطرة على غرناطة وطلب من أبي عبد الله تسليمها رغم مساندته لهم، وتم حصار غرناطة في عام 1491م، وأظهر المسلمون شجاعة في صد هجماتهم، ولكن في عام 1492م قرر أبو عبد الله تسليم غرناطة للإسبان بشروط أهمها حرية المسلمين في الدين واللغة، والمحافظة على أموالهم وتقاليدهم، والسماح بالأذان والصلاة، لكن لم يلتزم الإسبان بأيٍّ منها.
بدأ الإسبان العنف والاضطهاد في حق المسلمين، وبدأت حملات التنصير الإجباري ومحاكم التفتيش التي أنشأتها المملكة إيزابيلا ضد المسلمين واليهود، وفي عام 1502م أصدرت إسبانيا مرسومًا ملكيًّا بمنح المسلمين شهرين فقط لاعتناق المسيحية أو الطرد، وفي عام 1566م صدر مرسوم بمصادرة الكتب العربية ومنع التكلم باللغة العربية، ومنع الحجاب ومنع الزي الإسلامي، وبالطبع أدى كل ذلك الاضطهاد غير الآدمي إلى اندلاع ثورة عارمة في غرناطة استمرت لثلاث سنوات، وارتكب فيها الإسبان جرائم ومذابح في حق الأطفال والشيوخ والنساء.
الفكرة من كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
يعلمنا التاريخ أنك إذا فعلت شيئًا واحدًا عظيمًا فقد يذكرك التاريخ أبد الدهر أفضل ممن يفعلون مئات الأشياء، كذلك كان طارق بن زياد الذي كان مثالًا لقائدٍ مسلمٍ عظيم فتح بلاد الأندلس، ليكون هو مفتاح وبداية دولة ستكون منارة الحضارة والتقدم للعالم أجمع طيلة ثمانية قرون.
في هذا الكتاب يستعرض الكاتب تاريخ الأندلس وأحوالها ولا يصب التركيز على طارق بن زياد، يُرينا كيف كانت هذه المملكة كل شيء، ثم أصبحت لا شيء.
مؤلف كتاب طارق بن زياد.. فاتح الأندلس
حسين شعيب: كاتب متخصص في مجال التاريخ العربي والإسلامي.
وله عدة مؤلفات أهمها: “أبو عبيدة بن الجراح”، و”صلاح الدين الأيوبي”، و”العرب في العصر الجاهلي”.