غرس بذور الإيمان
غرس بذور الإيمان
ما من مولود يولد إلا على الفطرة؛ وبهذا تتميَّز التربية الإسلامية للطفل أنها موافقة لفطرته، وللأبوين الدور الأوَّل في تحفيز تلك الفطرة وتوجيهها إلى مُراد الله (عز وجل)، فإعداد الطفل وتربيته في هذه الفترة هو إعداده لمواجهة التحدِّيات المستقبلية، فإن اجتهد الوالدان في هذه المرحلة فقد أكرما طفلهما واختصرا عليه الطريق لتحقيق غاية وجوده من الحياة.
فالتنشئة الإيمانية هي الركن الأوَّل الذي لا بدَّ للوالدين الحرص عليه، وذلك بحماية جانب الإيمان مما يشوِّه جوهره، وتنمية النفس بالعبادات المشروعة، وتطهيرها من الرذائل وتحليتها بالفضائل، وذلك بتعزيز مُراقبة الله ومحبته والترهيب من عقابه، والترغيب بالجنَّة في الآخرة، لا بالتخويف والسلطة.
وتبدأ تلك التنشئة بأداء حقوق الطفلة قبل ولادتها، وذلك منذ اختيار الزوج الصالح أو الزوجة الصالحة، وأن يعقد الزوجان نيَّتهما في طلب الولد الصالح، ثم أداء حقوق طفلتهما عند الولادة: كالأذان في أذن المولودة وتحنيكها وتأدية العقيقة، فإذا كبرت قليلًا بدأ الوالدان بتلقينها كلمة التوحيد، وربطها بالقرآن الكريم وتشجيعها على حفظ قصار السور، والاعتناء بقصص القرآن والسيرة النبويَّة وسيرة الصحابيَّات (رضوان الله عليهن).
كما أن التأمُّل مع الطفلة في خلق الله وربط كل صور الجمال بقدرة الله (عز وجل) وعظيم صنعه من الوسائل التي تُعزِّز محبة الله في قلبها، ومن أهم السُّبل لتعزيز تلك الروح الإيمانية هو أن يغتنم الوالدان كل فرصة تمر لتزويد الطفلة إيمانيًّا بحسب المواقف التي تمر بها، ومن الخطورة أن يعتمد الوالدان في تربية طفلتها على الالتفات إلى الناس وتعظيم خشية الناس ومراقبتهم، فهذا يجعلها متعلقةً بالناس طالبةً مدحهم وثناءهم.
الفكرة من كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
إن للأبوين الدور الأول في توجيه حياة الطفل مُستقبلًا والتأثير في شخصه وطباعه ومعتقداته، وقديمًا كان الآباء يحتفون بالمولود الذكر دون الأنثى، إلا أن الإسلام ضبط هذه الأهواء، وحبَّب في تربية الإناث وتعليمهن منذ الطفولة، بل رتَّب أجرًا عظيمًا لمن رُزِق بفتاة أو أكثر وأحسن إليها وأدَّبها وعلَّمها فكانت له حِرزًا من النار، وبهذا كان للأنثى في طفولتها الحق في تقديم الرعاية والتربية الصالحة التي تجعل منها إنسانًا مُتزنة صالحة، تعبد ربَّها وتنفع مجتمعها.
وفي هذا الكتاب تقدم الدكتورة فصولًا في إرشاد الوالدين لتنشئة الطفلة على نحو سليم من الاتجاه العقدي والوجداني والفكري والجسدي والاجتماعي.
مؤلف كتاب الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المُسلمة
حنان عطيَّة الطوري الجهني سعودية الجنسيَّة، بروفيسور أصول التربية بجامعة الأميرة نورة بالرياض، حاصلة على درجة بكالوريوس دراسات إسلامية، ودرجة الدكتوراه بأصول التربية، كما أنها تشغل زميل أكاديمية التعليم العالي ببريطانيا.
من مؤلفاتها:
الفكر التربوي مدارسه واتجاهات تطوره
الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة.
القيم الجمالية وتنميتها بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي (منظور تربوي).