غاية الإعلام
غاية الإعلام
لم يتوصل أحد إلى مفهوم موحد حقيقي للإعلام، لكن قال عنه د. عبد اللطيف حمزة أستاذ الصحافة والإعلام بجامعة القاهرة سابقًا: “إن الإعلام بمعناه السليم هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات الصحيحة، والحقائق الثابتة التي تساعد على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع، أو مشكلة من المشكلات، فإذا خلت هذه العملية من الصدق فهي ليست إعلامًا بالمعنى الصحيح، بل هي نوع آخر، كأن تكون تضليلًا للجمهور أو مؤامرة سوداء ضد هذا الجمهور”، وحاليًا نرى خروج الإعلام عن هذا المفهوم والإطار الأخلاقي بشكل مباشر، مما يجعلنا لا نراه إلا إعلامًا هدّامًا مُضلًّا، خرج عن إطار كونه أداة لنشر العلم النافع، ولأن الإعلام إما هدّام وإما بنّاء، جعلَنا انتشار الإعلام الفاسد المنحرف نتهمه ونحذر منه بسبب ما ينشره من سموم وفساد، فحتى في بلاد الإسلام نجد الإعلاميين المسؤولين والمؤثرين أشخاصًا بلا عقيدة أو رأي صائب، ولا يتبعون إلا الغرب في نظمهم وأفكارهم.
لذا كان دور الإعلامي المسلم كبيرًا، فيجب أن يتحلى بصفات عديدة ليستطيع أداء هذه المهمة الشاقة، ويجب أن يكون صاحب عقيدة قوية وصحيحة ومعطاء وصاحب رسالة في الإصلاح ونشر النفع والخير للمجتمع، وأن يكون صادقًا دارسًا للعلوم الشرعية وتاريخ الأديان، وشخصًا موضوعيًّا مثقفًا على دراية بالواقع المعاصر، ومُطلعًا على الأساليب الإعلامية الحديثة والقديمة.
وتعددت صور الإعلام المنحرف، فمنه الإعلام الفرعوني وهو صورة تُمثل الطغاة الذين يستغلون الإعلام لمحاربة أهله وخداعهم، والإعلام الفاطمي وهو إعلام يهدف إلى تشويه الدين وإشباعه بالخرافات والأساطير والانحراف عنه، ويرسخ مبادئ التشكيك فيه، والإعلام النازي القائم على فكرة الاستعلاء، مثل ما حدث في عهد هتلر مع الشعب الألماني، كما أنه مُستغل للمشاعر الدينية والعاطفية ولا يدافع إلا عن المسيحية فقط ويزيف بقية الحضارات والأديان، والإعلام اليهودي ويقوم نظامه على الحيل والكذب لكن بدهاء، ونجح هذا الإعلام بسبب الغفلة والجهل الذين أصابا العرب واستغل هو ذلك حتى إنه أصابهم بالشك الذاتي.
الفكرة من كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
إن عقل الطفل وعاء فارغ يحتاج إلى التعبئة، وكما يُقال دائمًا التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، ومن أكثر العوامل المؤثرة في بناء الطفل عقليًّا ونفسيًّا وعقديًّا ما يُصدر له من تأثير إعلامي وثقافي، والطفل مكون أساسي في الأسرة، وشاشات التليفزيون هي أولى مصادر الإعلام التي تمسك بزمام المجتمع من حيث الثقافة والدين والأخلاق وأهمها، لكن ما ظهر لنا من خلال الإعلام ما هو إلا خطة شنيعة مُمنهجة لهدم الأخلاق والنفس السوية داخل المجتمعات وخصوصًا المجتمع الإسلامي ومحاولة تشويه حضارته، وهذا كله يجعلنا نجمع على أن الدعاة الإسلاميين والإعلاميين لهم دور كبير في التوعية والرد على تلك التشويهات والمفاسد، والعمل على إصلاح أسس المجتمع التربوية والثقافية، كل هذا سيُعرض في الكتاب من خلال الإجابة عن: ما الإعلام؟ وما أنواعه؟ وما دور الدعاة والإعلام الإسلامي تجاه المجتمع والأسرة؟
مؤلف كتاب آثار الفيديو والتلفزيون على الفرد والمجتمع
مروان كُجُك: هو داعية وأديب وشاعر، ومن الدعاة المعروفين في بلدة تلكلخ في سوريا، وله أثر واضح في تربية أجيال الشباب في بلدته وله جهود طيبة في نشر الدعوة في القرى المجاورة لها، تخرج في جامعة دمشق وعمل متخصصًا في اللغة العربية، خرج من سوريا واستقر في مصر لفترة طويلة، وعمل في مجال الطباعة والنشر، وكان يرسل القصائد التي تتحدث عن الواقع الأليم إلى مجلة البيان.
وله مجموعة كبيرة من المقالات التي نشرت في عدة مجلات إسلامية وثقافية بالإضافة إلى عدد من المواقع الإلكترونية، وله عدة مؤلفات منها:
رسالة مفتوحة إلى اليهود.
أهوال القيامة.
كيف تصبح شاعرًا.
الأسرة المسلمة أمام الفيديو والتلفزيون.
حكمة الابتلاء.
أحكام عصاة المؤمنين (جمع وتقديم).
ديوان بوارق الفجر