غاندي وجنوب أفريقيا
غاندي وجنوب أفريقيا
عُرض على غاندي السفر إلى جنوب أفريقيا للعمل، وكان ذلك أبعد ما يكون عن العمل كمحامٍ، بل العمل كخادم، ولكنه كان يسعى ليسافر بعيدًا عن الهند ويساعد في نفقات البيت، فقبل الوظيفة وسافر، وغيَّرت هذه الرحلة حياته، وما كان ذلك سيحصل لولا تضحية غاندي بالمال الكثير ورضاه بالمتاح وتضحيته من أجل التعلم والارتقاء بالنفس، وينصح الكاتب هنا الشباب بالسعي والرضا بالقليل وأن هذه هى البداية لكي يصبحوا مميزين.
وتعرض غاندي في جنوب أفريقيا للأذى من أحد الرجال البيض، وعندما علم أحدهم بذلك أشار إليه بأن يقدم دعوى عليه، ولكن رفض غاندي ووضح أن هذا الرجل المسكين لا يعرف من هو، ولكنه يعامله كما يعامل جميع الزنوج، فعاهد نفسه بألا يقيم الدعوى على أمرئ من أجل نفسه فقط، ولهذا فإنه لن يقاضي هذا الرجل.
فدرب غاندي نفسه على خُلق الحلم والعفو، فالعلم هو العمل، ولا تنفع الآية لمجرد حفظها، بل بتطبيقها في الحياة. وكان غاندي لديه القدرة على ترتيب الأولويات، وعدم الانشغال بتوافه الأمور، وترك قوته لخوض المعارك الأعظم، والرسول ﷺ المثل الأعلى لمثل هذا، حيث ترك في صلح الحديبية معركة إهمال الأسماء عندما أصر سهيل بن عمرو على عدم وضع كلمة (رسول الله) بعد اسم محمد، من أجل معركة أكبر وهي تحقيق الصلح والسلام في المنطقة لكي يدخل الناس من بعدها أفواجًا في الإسلام.
الفكرة من كتاب رحلتي مع غاندي
كل إنسان منَّا لديه عيوب، ولكن الفارق بين شخص وآخر هو الحرص على تقليص هذه العيوب في أثناء رحلة الدنيا، مع اليقين بأن الكمال لله، وأن الهدف ليس الوصول إلى الكمال، بل الهدف هو السعي المستمر للوصول إلى أقرب درجة منه.
فالجميع في النهاية لديهم نفس الهموم والضعف البشري، ومن هؤلاء البشر كان غاندي؛ رجل قضى عمره في البحث عن الحقيقة ومحاولة الوصول إلى السلام الداخلي، ومقاربة مبادئه وأهدافه بتعاليم رسول الله ﷺ التي يتبعها المسلمون، واتبعها غاندي ولم يكن مسلمًا.
يتضمن الكتاب خواطر من جوانب حياة غاندي الإنسان وليس السياسي، ورحلته في البحث عن الحقيقة وتقويم نفسه ومعالجة ضعفه الإنساني.
مؤلف كتاب رحلتي مع غاندي
أحمد مازن الشقيري: إعلامي وكاتب سعودي، بدأ بتقديم برامج فكرية كالسلسلة التليفزيونية “خواطر”، وهو منتج تليفزيوني، وكان ممن شاركوا في الدفاع عن النبي محمد ﷺ بنشره فيديو على الإنترنت باللغة الإنجليزية ردًّا على الفيلم المسيء إليه، ولديه العديد من الكتب منها: يلا شباب، ورحلة مع حمزة يوسف، وولو كان بيننا.