عَرِّف الهدف
عَرِّف الهدف
من ضمن الأخطاء في التعامل مع الأفكار: التركيز على توليد الأفكار دون فهم الهدف بشكل واضح، لذا عند توليد الأفكار لا بد أن يصبح الهدف هو نقطة الارتكاز، وأن يكون واضحًا، وفي أثناء عرض الفكرة لا بد من شرح الهدف، ثم عرض الفكرة لتوضيح كيف تخدم هذا الهدف، فإذا لم يفهم الطرف الآخر الهدف في البداية نسأل عن النقاط المستعصية ونعيد الصياغة قبل عرض الفكرة وإن خالفنا الرأي نحاول فهم السبب، وإن استمر في الرفض لا نعرض الفكرة.
وحتى نتمكَّن من عرض الأهداف لا بد أن نعرف تحت أيِّ الفئات يندرج الهدف، فهل الهدف هو حل مشكلة أم الحصول على فرصة؟ ويمكن صياغة الهدف في شكل فرص -وإن كانت في الواقع مشكلة وليست فرصة- لأن الكلمات المستخدمة في الحديث عن الفرص تبثُّ روح الطاقة والإيجابية، وهذا ما سيدفع المتلقِّين لقبول الفكرة.
ينبغي أن نُحدِّد أيضًا هل الهدف طويل المدى أم قصير المدى أم متوسط، فالأهداف طويلة المدى عبارة عن خواطر وغايات نرغب في تحقيقها في المستقبل، وتكون مُجرَّدة، أي لا تستند إلى واقع مادي ملموس، فالرغبة في أن تصبح رجل أعمال ناجحًا هو هدف مُجرَّد عام لأنه يعتمد على مفهوم النجاح، وتعريفه يختلف من شخص إلى آخر.
وقد تكون الأهداف العامة التي تهتم بالعناصر الإجمالية غير مُجرَّدة أي ملموسة، فإذا ذكرنا هدف الهبوط على القمر فهو هدف عام، ولكنه ملموس لأن تصوُّره لا يختلف من شخص إلى آخر، لكنه يظل هدفًا طويل المدى، الأهداف طويلة المدى والعامة لا بد من تقسيمها إلى أهداف فرعية، ولا بد أن تكون ملموسة ومُحدَّدة، أي واقعية وتفاصيلها معروفة.
أما إذا كانت الأهداف ذات طبيعة تكتيكية، أي يتطلَّب أكثر من خطوة لتحقيقها، إذًا فهي أهداف متوسطة المدى، لكن إذا تطلَّبت تنفيذ مهمة واحدة واضحة ومحدَّدة، فهي هدف قصير المدى وذات طبيعة تنفيذية، ولكل نوع من الأهداف غرض، فطويلة المدى تعبِّر عن الرغبات المستقبلية والرؤى للأعمال التجارية، لكن ابتكار المنتجات والخدمات والميزات يُمثِّل الأهداف المتوسِّطة، والتعديل يُمثِّل الأهداف قصيرة المدى.
الفكرة من كتاب عرض الأفكار: اجعل الناس يقعون في حبِّ أفكارك
تمتلك المهارات المُتطلَّبة لتوليد الأفكار وتحويلها إلى مفاهيم وتطبيقها على المشروعات، لكن عند عرضها أمام أصحاب القرار ترتكب العديد من الأخطاء التي تتسبَّب في ضياع هذه الأفكار، مثل الخوض المبالغ في التفاصيل دون تحديد الجوانب الرئيسة، أو عدم التركيز على هدف الفريق أو العميل، وبالتالى قد تبتكر حلولًا قيِّمة ولكن لأهداف مختلفة تمامًا.
أو أنَّك تُغرم بفكرةٍ إلى حدِّ الحماس الذي قد يجعلك تتخطَّى مرحلة مهمة، وهي مرحلة البحث والتدقيق، أو تقوم بتقديم الأفكار لشخص غير مناسب أو بشكل غير مناسب.
قد نقترف هذه الأخطاء لأننا نهتم بالفكرة ولكن لا نهتم بعرضها، ولا نُدرك أن نجاحها يعتمد بنسبة تسعين بالمائة على إقناع الأشخاص بها وبنسبة عشرة بالمائة على جودتها، لذا يُقدِّم هذا الكتاب بعض المهارات والتوجيهات المطلوبة لعرض الأفكار بشكل مثالي.
مؤلف كتاب عرض الأفكار: اجعل الناس يقعون في حبِّ أفكارك
ييرون فان خيل: مؤسِّس مشارك وخبير استراتيجي في استديو Oak & Morrow للتصميم الاستراتيجي في هولندا، وكاتب ومتحدث عالمي مهتم بمجال UX والتصميم وbrand personality، شارك في عدد من المشروعات، ومنها: مشروع بوابات الخدمة الذاتية للتحقُّق من جوازات السفر في مطار سخيبول، وجهاز الإسقاط الضوئي Beam، شارك أيضًا في تأليف كتاب Get Agile!: Scrum for UX, Design & Development.