عين جوجل.. في خدمة الزبائن
عين جوجل.. في خدمة الزبائن
في ظل عمليات الشراء والاستحواذ الواسعة من قبل جوجل، وجدت شركة الويب غنيمتها التي لا تقدر بثمن، تمثلت هذه الغنيمة في شركة “Nest” للحساسات والأجهزة الرقمية، وعلى قلة نفع شيء كهذا بالنسبة إلى شركة في مجال تكنولوجيا المعلومات، فإن عين جوجل ركزت على البيانات والمعلومات الموجودة مسبقًا والمسجلة من أجهزة الشركة في منازل الزبائن، ما اشترته جوجل كانت عينًا تطل منها على حياة مستخدمي هذه الأجهزة وأنماط حياتهم وتفضيلاتهم، جوجل الآن موجودة في كل مكان ومطلعة على وقع الحياة اليومية لعملائها،
بل أكثر من ذلك، لقد أصبح الزبائن نبعًا لا ينضب ولا يتوقف عن تمرير معلومات صالحة للاستثمار، لكن ما يثير الغضب هو أن قادة هؤلاء الشركة كانوا على الدوام محاطين بهالة من السرية، حريصين على الظهور أمام الجمهور في شكل مجموعة من غريبي الأطوار المعزولين عن الحياة الاجتماعية، وفي ما كانت معلومات وأسرار حياة المستخدمين تُهتك في أروقة جوجل، تمتع هؤلاء القادة بثرواتهم وحياتهم الاجتماعية ومشكلاتهم الزوجية بحرية تامة وبعيدًا عن الأنظار.
يتشارك القادة الثلاثة في الخلفية الاجتماعية التي تنتمي إلى الطبقة الأكاديمية والمجال التقني بالتحديد، فجميعهم درسوا في جامعات الولايات المتحدة العريقة، وجميعهم حائزون درجات علمية، ولذلك سيغلب الطابع الجامعي على جو الشركة، لكن هذا لن يعوقهم عن كسب المال والرغبة في تغيير العالم، وتجتمع في الغايتين ضرورة جمع ما تيسر من البيانات الشخصية لمحاولة فهم أو تغيير أنماط حياة المجتمعات.
تسللت أيضًا الصرامة الأكاديمية إلى عملية التوظيف، ففي البداية كان على المرشحين أن يخوضوا معركة تنقسم عشرين مقابلة واجتماعًا، لكن انتبه المؤسسون للوقت الكبير المهدر في هذا الأسلوب، واختُصِرت إلى عدة مقابلات يتم من خلالها تقديم بيانات المرشحين إلى قادة الشركة، الذين يختارون نخبة النخبة بناء على قصاصة ورق لا تستغرق خمس دقائق لاتخاذ القرار.
الفكرة من كتاب ملف غوغل
عند الحديث عن الشركات الأمريكية العملاقة، فلا داعي لذكر هيمنتها على القطاعات التي تعمل بها، لكن تأتي جوجل في مقدمة هذه الشركات بهيمنة مطلقة على بترول العصر الحديث، فلم يتوقف الأمر عند جمع البيانات وتصنيفها فقط، لكن قدرة جوجل على إزاحة منافسيها والإفلات من الرقابة والمحاسبة أصبحت واضحة، لقد أصبح محرك البحث إمبراطورية لا يغيب عنها شيء.
تلك الرومانسية التي رافقت جوجل في البدايات رضخت لقوانين السوق في النهاية، لكن المؤسسين لم يخفوا عنا أية نيات، لقد قالوا إن بغيتهم تغيير العالم، ولم نهتم بالسؤال كيف سيغيرونه، يوضح الكتاب إلى أي مدًى أصبحت جوجل نافذة ومطلعة على حياتنا اليومية، وتأثيرها في السياسة الأمريكية العالمية، إن جميع إنجازات ومنتجات العصر الرقمي تضعنا أمام خيار الرفاهة وتلبية الاحتياجات، مقابل تحويلنا إلى بشر زجاجيين لا يسترهم شيء.
مؤلف كتاب ملف غوغل
تورستن فريكه: وُلد عام 1963م، وتخرج في قسم الصحافة بجامعة ميونخ في ألمانيا، عمل نائبًا لرئيس تحرير صحيفة “Die Abendzeitung”، وكان الناطق الرسمي لشبكة Premiere ثم لشبكة Sky.
أولريش نوفاك: وُلد عام 1961م، درس الأدب الألماني وعمل محررًا وخبير تسويق لعديد من وسائل الإعلام، كما عمل استشاريًّا للعلاقات العامة في عديد من الشركات.
معلومات عن المترجم:
عدنان عباس علي: باحث ومترجم، وُلد بالعراق عام 1942م، وحصل على الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من جامعة فرانكفورت عام 1975م، عمل أستاذًا في عديد من الجامعات العربية، من مؤلفاته:
تاريخ الفكر الاقتصادي.
التحليل الاقتصادي بين الكنزيين والنقديين.
ومن ترجماته:
صندوق النقد الدولي: قوة عظمى في الساحة العالمية.
نهاية عصر العولمة.
الرخاء المفقر.