عودة محمد الخامس وظهور أوفقير
عودة محمد الخامس وظهور أوفقير
في 16 من تشرين الثاني / نوفمبر عام 1955م وصل السلطان محمد الخامس إلى الرباط وسط بهجة الشعب المغربي، وأوَّل ما فعله محمد الخامس هو تعيين أوفقير مرافقًا له، كما حصل المغرب على استقلاله في 2 آذار / مارس عام 1956م، ليبدأ السلطان بإعادة تنظيم أمور الدولة، واستفاد من خبرة أوفقير الإدارية في تنظيم الجيش وتسليحه وجعله يضم جميع السلالات العرقية في البلاد على عكس ما كان يفعله الفرنسيون قبلًا في تمييز البربر.
وقد كان المغرب في حالة من الضعف والتفرُّق، ففي الجنوب نجد زعيم الاتحاد الوطني للقوى الشعبية “بن بركة”، وهكذا في كل رقعة مما سبَّب أحداث اختطافات وسيطرة على الأراضي والمصارف وغيرها، فتولَّى أوفقير مهمة محاربة أعمال الشغب وتوطيد الأمن، وأصبح شخصية نافذة قوية، ولم يمر الكثير حتى تُوفي الملك محمد الخامس في السادس والعشرين من شباط / فبراير 1961م وهو في الثانية والخمسين من عمره نتيجة مرض يُرجَّح أنه ورم سرطاني في الأذن.
تولى الحسن الثاني عرش البلاد وهو في الثانية والثلاثين من عمره، وقد وقع اختياره للزواج على فتاة تُدعى فاطمة وقرَّر ألا ينجب أطفالًا سوى منها تماشيًا مع تقاليد أبيه، لكنه أنجب من ابنة عمها لطيفة التي أصبحت الزوجة الشرعية له بدلًا من فاطمة، وقد أنجبت لطيفة أولاده الخمسة الذين منهم محمد وهو الملك الحالي للمغرب.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.