عودة للقصر.. والسفر للقدس
عودة للقصر.. والسفر للقدس
بشكل مفاجئ، حدث أن انتهى الانقلاب وفشلت حركة رشيد عالي الكيلاني وثورته بعدما أجبرهم البريطانيون على الاستسلام، ليعود عبد الإله وصيًّا على الملك بمساعدة الإنجليز، وقد عاد فيصل إلى القيصر وسعدت “بتي” برؤيته وبدأت بإعطائه الدروس مجددًا، فعلمته الكتابة ودربته على كتابة الرسائل القصيرة إلى والدتها في إنجلترا، ولما لاحظت معاناته من حساسية ما تشبه أعراض الحمى الربيعية أو الربو، طلبت عرضه لاستشارة طبية.
في تشرين الأول من عام 1941م، التقت إليزابيث بجون موريسون الذي أصبح زوجها في ما بعد، وهو يعمل في المراكز الثقافية في الشرق الأوسط لتدريس الإنجليزية لطلاب الكلية العسكرية العراقية، وقد عرِفت “بتي” من موريسون أن العائلة الملكية الهاشمية أصبحت غير محبوبة بين الشعب العراقي وبالأخص الوصّي عبد الإله لأنه مدعوم من قبل البريطانيين، وخصوصًا بعد الإعدام العلني الذي أمر به مع فشل الانقلاب، وبدأَت “بتي” ترى أن هذه الطريقة المُحيطة بفيصل غير ملائمة على الإطلاق، فليس من المناسب أن يخرج الملك فيصل وهو مُحاط بالإنجليز ومعه مُمرضة ومُربية بريطانيين.
لهذه الأسباب، قررت عند عودتها أن تخبر الوصيّ عبد الإله علنًا برغبتها في الاستقالة، وحاول الوصيُّ بلُطفٍ إثناءها لكن تعقدت الأمور بعدما أبلغت الممرضة السفارة أن إليزابيث متهورة، وذلك بعد حادث سقط فيه الملك من على حصانه دون قصد، لتقرر “بتي” وزوجها الرحيل من بغداد إلى القدس في فلسطين حيث مكان العمل الجديد لجون في المركز الثقافي البريطاني.
الفكرة من كتاب ملك العراق الصغير.. فيصل الثاني
في الساعات الأولى من يوم 14 يوليو لعام 1958م، فوجئ العالم أجمع بخبر سقوط الحكم الملكي الهاشمي بالعراق وإعلان العهد الجمهوري، ولم يكن ذلك الحدث عاديًّا كأي ثورة أو سقوط لنظام حُكم، فلقد شهِد عملية قتل جماعي لجميع أفراد العائلة المالكة بمن فيهم ملك العراق الأخير الشاب فيصل الثاني.
وبما أن التاريخ يكتبه المنتصرون، فلم تُتح اللحظة للنظر في تاريخ وشخصية هذا الملك الصغير الذي انتقل الحكم إليه وهو في عامه الثالث ليصبح أصغر ملك في العالم، وقد تطلَّب الأمرُ نحو خمسين عامًا لكي يقوم شخصان بنشر مُذكراتهما، كونهما أقرب فردين للملك الصغير آنذاك، وهما إليزابيث موريسون، المُربية الأولى لفيصل ويُكنّى اسمها بـ”بتي Betty”، ومايكل آرنولد صديق فيصل في طفولته.
مؤلف كتاب ملك العراق الصغير.. فيصل الثاني
إليزابيث موريسون: هي معلمة إنجليزية عملت مُربية ومُعلمة للملك فيصل الثاني في صغره لأكثر من عامين.
مايكل أرنولد: هو كاتب أيرلندي الأصل، انتقل إلى العراق خلال الحرب العالمية الثانية مع احتلال ألمانيا النازية لبولندا، وأصبح صديقًا مقربًا للملك فيصل الثاني في طفولتيهما، وقد ألف كتاب “لعبة النرد.. رحلة صبي عبر ثلاث ثقافات”.
معلومات عن المترجم:
علي أبو الطحين:كاتب ومترجم عراقي، اهتمَّ بإعداد وجمع الُمؤَّلفات والمُذكِّرات ذات العلاقة بالحُكم الملكيّ الهاشمي في العراق، ومن أهم أعماله كتاب العائلة المالِكة في العراق، الذي تضمن مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة التي نجت من الحرب، وتدمير قصر الزهور بعد الاحتلال الأمريكي.