عودة الزوجين بينما المغرب يشتعل
عودة الزوجين بينما المغرب يشتعل
بعد قضية بن بركة تعرَّضت العائلة لبعض المخاطر مثل محاولات اختطاف ولديهما، وتسبَّبت بعض المشكلات بين فاطمة وزوجها حسن في الانفصال بينهما، لتعود فاطمة إلى أوفقير الذي سُرَّ بذلك ولم ينتظر حتى أعلنا الزواج مرة أخرى وأنجبا طفلهما السادس.
في العاشر من تموز / يوليو عام 1971م فُوجئ الجميع بتدبير انقلاب على الملك نفَّذه ضباط مدرسة هرمومو العسكرية بقيادة العقيد محمد أبابوا بعدما قاموا بمهاجمة قصر الصخيرات بالرصاص والقنابل اليدوية في أثناء احتفال الملك بعيد ميلاده الثاني والأربعين مع الوزراء وبعض الجنرالات والسفراء، واضطر الملك ومعه أوفقير إلى الاحتماء في المغاسل لكن انتهى هذا الانقلاب بفشل ذريع تسبَّب بعد ذلك بإجراءات قمع مشدَّدة تم فيها إعدام ضباط دون محاكمة، وعُيِّن أوفقير في هذا الوقت وزيرًا للدفاع.
تتابعت الأحداث الصعبة بعد ذلك، فقد شهد عام 1972م إصابة مليكة ابنة فاطمة بإصابات خطيرة نتيجة حادث سيارة في باريس، وتبع ذلك بأيام تعرض أوفقير لحادث طائرة مروحية في المغرب سبَّب له كسرًا في ثلاثة أضلاع، وفي العام نفسه طلبت زوجة الحسن الثاني “للا لطيفة” من فاطمة مرافقة العائلة الملكية إلى فرنسا لكن أوفقير سرعان ما جعلها تعتذر عن ذلك بحجة أنها عادت مؤخرًا من سفرها، ولكن بمجرد سفر العائلة الملكية تم قصف الطائرة الخاصة بهم، وبالطبع توجهت أصابع الاتهام الأولى ناحية الجنرال أوفقير، وقد صُدِمت فاطمة بعدها بأربعٍ وعشرين ساعة بخبر أكثر صعوبة وهو وفاة زوجها أوفقير مُنتحرًا.
الفكرة من كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
في يومٍ من الأيام فُوجئ العالم بأن زوجة الرجل الذي كان يومًا ما الرجل الأقوى في المغرب، قد عاشت نحو تسعة عشر عامًا في سجون مظلمة مع أولادها الستة بتوجيه ملك المغرب، وقد خرجت لتحكي معاناتها وتدفع الافتراء عن زوجها كونه عاش بالمغرب قبل استقلاله وكان دائمًا مواليًا لسلطانه، بل وهو أساس عودته إلى الحكم، فكيف تقلَّبت هذه الأحوال وأصبح في يومٍ وليلة قائدًا لانقلاب؟
في هذا الكتاب تحكي الكاتبة فاطمة أوفقير قصتها وحكايتها في سجنها وزوجها محمد أوفقير.
مؤلف كتاب حدائق الملك: الجنرال أوفقير والحسن الثاني ونحن – شهادة ومذكرات
فاطمة أوفقير Fatéma Oufkir: هي ابنة محمد عبد القادر الرجل العسكري في الجيش الفرنسي، وزوجة الجنرال المغربي محمد أوفقير، الذي يُعد شخصية سياسية نافذة في المغرب ما بين نَيْل المغرب للاستقلال وحتى عهد الملك الحسن الثاني، والعالِم بأسرار نظام المملكة المغربية وخفاياه، لذا قامت فاطمة بتأليف كتابها الوحيد “حدائق الملك”، وهي أيضًا أم الكاتبة “مليكة أوفقير” التي أصدرت كتابًا يخص معاناة العائلة في السجون المغربية.