عودة الدولة العثمانية
عودة الدولة العثمانية
بعد أن اشتد النزاع بين أبناء بايزيد قام ابنه مُحمد الأول بالقضاء على الحرب الأهلية، بأن تغلَّب على إخوته واحدًا واحدًا حتى خلص له الأمر وتفرَّد بالسلطة، وأخذ في إعادة بناء الدولة وتوطيد أركانها مرة أخرى، لكن ظهرت فتنة مذهب جديد يترأَّسه بدر الدين، والذي ينادي فيه بعدم التفرقة بين المسلم وغير المسلم في العقيدة، فالناس إخوة مهما اختلفت ديانتهم، وهو نفس مذهب الماسونية اليهودية المعاصرة، فاتجهت جهود السلطان مُحمد إلى التخلص من هذا المذهب الفاسد حتى استطاع أن يغلبه.
ثم تولَّى الحكم من بعده ابنه مُراد الثاني الذي كان عمره حينها لا يزيد على ثماني عشرة سنة، وكان مُحبًّا للجهاد والدعوة إلى الإسلام، فتوسَّعت البلاد في عهده،كما وجَّه ضرباته إلى حركات التمرد في بلاد البلقان، لكن حينما اتجه إلى بلجراد عاصمة الصرب أخفق في محاولته وتكوَّن حلف كبير لطرد العثمانيين من أوروبا، فاضطر العثمانيون حينها إلى طلب الصلح، وكان الصلح لمدة عشر سنوات اتجه خلالها السلطان مُراد إلى العُزلة والزهد في الدنيا وتنازل عن السلطة لابنه مُحمد الذي كان عمره حينها أربعة عشر عامًا، ولصغر سنِّه نقض النصارى العهد وحشدوا جيوشهم ضد المسلمين، فعاد السلطان مُراد من خلوته مرة أخرى، وأعدَّ الجيوش حتى انتصر العثمانيون انتصارًا عظيمًا، فنزل عن عرشه مرة أخرى.
بعد وفاة مُراد الثاني تولَّى الحكم السلطان محمد الثاني، وقد امتازت شخصيته بالقوة والعدل، وأتقن الكثير من العلوم في عُمر مُبكِّر، واجتهد في الإصلاح الداخلي في الدولة، ثم تطلَّع إلى المناطق المسيحية في أوروبا لنشر الإسلام فيها، وكانت عينه على القسطنطينية، وذلك لبشرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وقد حاول المسلمون على مر الدهر التسابق لنيل تلك البشرى منذ أيام معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – وكذلك الدولة العباسية.
كانت نشأة مُحمد الثاني نشأة مُتميِّزة، فقد تربَّى على حب الإسلام والإيمان والعمل بالقرآن، واتصف بالتقوى والورع، وكان مُتأثرًا بالعلماء وخصوصًا العالم الرباني “أحمد بن إسماعيل الكوراني” الشيخ آق شمس الدين الذي برز دوره في تكوين شخصية محمد الفاتح منذ صغره، فكان يوحي له دائمًا منذ صغره أنه الأمير المقصود بالحديث النبوي “لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش جيشها”.
الفكرة من كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
مُحمد الفاتح، قاهر الروم، ما سيرته؟ وكيف فُتحت القسطنطينية على يديه؟ وما جهود العثمانيين قبله ليحدث هذا الفتح؟ يتناول الدكتور علي الصلابي هذه التساؤلات في كتابه، موّضحًا أهم المحطات التاريخية في تاريخ العثمانيين، وأثر تلك الجهود في العالم الإسلامي، وسنن الله عز وجل في الأُمم، وآثار تحكيم شرع الله تعالى كالاستخلاف والتمكين.
مؤلف كتاب فاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح
علي محمد محمد الصلابي: فقيه وكاتب ومؤرخ ومحلل سياسي ليبي، حصل على درجة الإجازة العالمية من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة، كما نال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن، ونال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم.
صدر له عدد من الكتب من أهمها:
عقيدة المسلمين في صفات رب العالمين.
السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث.
السلطان سيف الدين قطز ومعركة عين جالوت.
الانشراح ورفع الضيق في سيرة أبي بكر الصديق.