عودة إلى الماضي
عودة إلى الماضي
لنشأة كوك وماضيه أثر كبير في تشكيل شخصيته وأسلوبه الذي أدار به أبل، لهذا دعنا نُلقي نظرة على تيم كوك قبل أن يصبح المدير التنفيذي.
ولد تيم في مدينة ألاباما في نوفمبر عام 1960م، وكان الثاني بين ثلاثة إخوة، وكان والده من السكان الريفيين يعمل في حوض بناء السفن، أما والدته فكانت تعمل صيدلانية بدوام جزئي، وتقضي باقي وقتها في الاهتمام بالمنزل، كانت أسرة كوك متدينة تربطه بهم علاقة جيدة، إذ إنه استمر في التواصل مع والديه كل يوم أحد أينما كان ومهما كان مُنشغلًا، وساهم هذا التدين في تشكيل شخصية تيم قائدًا لطيفًا كريمًا.
امتازت مراهقة كوك بكونه طالبًا متواضعا متفوقًا ذا جسم رياضيّ، شغوفًا بمواضيع الجبر والهندسة وعلم المثلثات وكل شيء يتعلق بالتحليلية، كما حصل على لقب “الأكثر دراسة” خلال المرحلة الإعدادية والثانوية، وبالإضافة إلى اجتهاده كان اجتماعيًّا محبوبًا بين أقرانه، إذ أكد هذا صديقه ديفيز بقوله: “لم يكن شخصًا انطوائيًّا دائم الدراسة، بل كان ذلك الشخص الذي تحب البقاء معه”.
تخرج كوك في جامعة أوبورن للهندسة الصناعية عام 1982م، أي بعد ثمانية عشر شهرًا من الاكتتاب العام لأبل، ولكن كوك لم يكن مهتمًّا بها في ذلك الوقت، ولكونه خريجًا متميزًا، عمل في شركة آي بي إم للحواسب النشطة، وقد كانت أصدرت أول حاسوب شخصي لها وحقق نجاحًا مذهلًا في مجال البرمجيات، واختارت مجلةُ تايمز الحاسوبَ ليكون “شخصية العام”، واضعة على الغلاف عبارة “آلة العام: الحاسوب يحرز تقدمًا”، كان قسم الحاسوب الذي عمل به كوك ينمو بسرعة، ويُدار من مصنع ريسرتش تراينجل بارك، ومن هناك تعلم كوك أسلوب “التصنيع المباشر” الذي يُشار إليه بالتصنيع المرن، وعرف التعقيدات التي تصاحبه، مما مكنه من تطبيق الأسلوب نفسه في أبل، ولكن مع تجنب هذه التعقيدات.
امتازت شخصية كوك أيضًا بكُره التمييز والعنصرية، ويرجع هذا إلى نشأته في الجنوب الذي رأى فيه أسوأ أنواع السلوك من حيث التمييز والعنصرية، لذلك عمل على جعل أبل مكانًا للجميع، فقد وظفت الشركة أكبر نسبة من الأقليات في سيليكون فالي، كما أعطت منحًا للكليات والمنظمات لتشجيع طلاب الأقليات على دراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة.
الفكرة من كتاب تيم كوك: العبقري الذي أطلق شركة أبل إلى القمة
يعتقد البعض أن ستيف جوبز هو أفضل مدير تنفيذي مر على أبل، فهو مؤسس الشركة ومنقذها، كما أنه المسؤول عن أكبر التقدمات التقنية من أول جهاز الحاسوب أبل 2 إلى جهاز الماك والأيبود والأيفون والمنتجات العديدة الأخرى، إلا أنه في الحقيقة كان مديرًا تنفيذيًّا سيئًا، فقد أمضى جُل وقته في اختراع منتجات جديدة مع جوني إيف، بينما أوكل إدارة القسم الأكبر من الشركة إلى تيم كوك، فاستحق بذلك أن يكون المدير التنفيذي عندما كان جوبز موجودًا من خلف الكواليس، ثم جعل العالم يشهد بهذا الأمر بعد أن أصبح خليفة جوبز.
مؤلف كتاب تيم كوك: العبقري الذي أطلق شركة أبل إلى القمة
ليندر كاهني: ولد في نوفمبر عام 1965م، وعمل مراسلًا صحفيًّا لدى مجلة Wired News ثم أصبح مديرًا للتحرير بها، كما عمل لدى عديد من الصحف المهتمة بالتكنولوجيا، واشتهر بمدونته (Cult of Mac) المهتمة بالكتابة عن موضوعات أجهزة Apple وMac.
من أهم مؤلفاته:
– Inside Steve’s Brain.
– Jony Ive: The Genius Behind Apple’s Greatest Product
معلومات عن المترجم:
ربيع هندي: مُترجم لدى مركز التعريب والبرمجة، لديه عديد من الترجمات منها:
دائمًا اليوم الأول، كيف يخطط جبابرة التكنولوجيا للبقاء في القمة إلى الأبد.
ثورة نتفليكس في عالم الترفيه والتحليق المدهش للفكرة.
دروس في السعادة يسردها خبير في الاقتصاد.