عوامل تُسهم في التخلص من الانغماس المُفرط
عوامل تُسهم في التخلص من الانغماس المُفرط
بجانب تلك الاستراتيجيات والتقنيات الهامة للتخلص من الانغماس المفرط، يوجد عاملان مُهمان يساعدان على حل المشكلة، وهما الصدق والعار الاجتماعي: فيُعد الصدق الجذري وقول الحقيقة أمرًا حاسمًا ضروريًّا لاستمرار الصحة العقلية والجسدية، فهو لا يساعد فقط على التقليل من الاستهلاك المفرط القهري، وإنما يُمثل جوهر الحياة الجيدة بوجه عام. ومع أن الأكاذيب يمكن أن تكون نافعة عندما يتعلق الأمر بالتنافس على موارد نادرة، فإن الكذب في عالمنا المليء بالوفرة يخاطر بالعزلة والاستهلاك المفرط القهري، إذ لا يعترف المدمن بإدمانه أو مقدار استهلاكه، ولا يتحمل مسؤولية ما يفعل، ومن هنا تأتي أهمية الصدق الجذري بشأن كل شيء في تعزيز الوعي بأفعالنا وتعزيز الروابط البشرية، وتنمية الشعور بالمسؤولية تجاه أنفسنا وحاضرنا ومستقبلنا.
وماذا عن العار الاجتماعي؟ ما المقصود به؟ يوجد نوعان من العار، عار مُدمر وعار اجتماعي، والفرق بينهما يكمن في كيفية استجابة الآخرين لتجاوزاتنا، فإذا استجاب الآخرون برفضنا أو إدانتنا فسندخل حينها في مرحلة العار المُدمِّر التي تجعلنا نستمر في الفعل الذي جعلنا نشعر بالعار من البداية، لأن العار يُغذي الانغماس المفرط والعزلة، أما إذا استجاب الآخرون بمحاولة التقرب منا وتقديم الإرشادات والمساعدة من أجل تحقيق التعافي، فسندخل مرحلة العار الاجتماعي التي تُخفف من التجربة العاطفية للعار، وتساعدنا على التوقف أو على الأقل التقليل من السلوك الخاطئ، وأكبر إثبات على فاعلية العار الاجتماعي تتمثل في مجموعات مُدمني الكحول المجهولين، التي يشعر فيها الفرد أنه ليس بمفرده وأن هناك أشخاصًا يستطيع أن يشاركهم ويشاركونه، ومن ثم يشعر بالقبول والتعاطف، وينتج عن ذلك الشعور بالانتماء، وتقليل الاستهلاك.
الفكرة من كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
هل شعرت يومًا أنك تطارد المتعة التالية باستمرار، سواء كان ذلك من المخدرات أو وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى من التسوق؟ ماذا لو أخبرتك أن أصل هذا الإدمان يكمن في كيمياء دماغك؟
في هذا الكتاب، تحلل الدكتورة “آنَا لِيمبْكِي | Anne Lembke” العلاقة بين المتعة والألم، وتبحث عن العلم وراء رغبتنا النهمة في الدوبامين، ودوره في تطوير الإدمان، وكيف أن عالمنا الحديث يدفعنا دفعًا نحوه، ما يتركنا محاصرين في دائرة من الإدمان واليأس.
لكن لا داعي للقلق، فهذا ليس مجرد كتاب كئيب آخر عن مخاطر الإدمان، وإنما تُقدم الدكتورة استراتيجيات عملية لاستعادة السيطرة على دماغك وحياتك، والتحرر من قبضة الدوبامين وعيش حياة أكثر سعادة وصحة، والأهم، أكثر إرضاءً.
مؤلف كتاب أمة الدوبامين: العثور على التوازن في عصر الانغماس المفرط
آنا ليمبكي: طبيبة نفسية أمريكية، تترأس حاليًّا عيادة للتشخيص المزدوج للإدمان بجامعة “ستانفورد | Stanford”، حصلت على البكالوريوس في العلوم الإنسانية من جامعة “ييل | Yale”، ثم درست الطب في جامعة “ستانفورد | Stanford”.
ومن أعمالها:
Drug Dealer, MD: How Doctors Were Duped, Patients Got Hooked, and Why It’s So Hard to Stop