عوامل تكاملية لتحسين جودة حياة الطفل
عوامل تكاملية لتحسين جودة حياة الطفل
من المراحل المهمة في التشخيص اتخاذ القرار بشأن دخول الطفل إلى المستشفى أو تحويله إلى مستشفى آخر ووجود مرافق أم لا، فإن ذلك يستدعي فطنة من الأخصائي لتقييم الحالة ووضع خطة علاج مناسبة للمكان، ووضع معايير لتسكين مجموعات الأطفال التي تستطيع التآلف بعضها مع بعض في المؤسسة العلاجية، ومما يدلُّ أيضًا على مهارة الأخصائي النفسي نجاحه في تنمية استقلالية الطفل وتأهيله لفَهم نفسه ووضعه في مجموعات تؤهِّله للتكيُّف مع أي ظروف يُوضع فيها، وتختلف طرق العلاج النفسي من مكان إلى آخر، لذلك لا يمكن فهم مناهج التدريب النفسي بسهولة، ومن الطرق الفعالة في العلاج النفسي: استخدام اللعب كوسيلة، واستخدام العلاج السلوكي المعرفي عن طريق الرسم والموسيقى والأفلام والقصص.
بعد مراعاة الجوانب الرئيسة في علاج الطفل تظلُّ هناك عوامل فرعية تكاملية مهمَّة مثل مراعاة البيئة المحيطة بالطفل وتهيئتها للتعامل مع احتياجه الخاص إلى الأمان الزائد والاهتمام ومراعاة ردود أفعاله الحساسة، مثل مساعدة الأسرة على تفهُّم إقامة الطفل في المستشفى في حالات مثل الفشل الكلوي أو السرطانات التي تتطلَّب العلاج الإشعاعي أو الكيماوي والخضوع للتحاليل والفحوص الدورية، وإقامة الطفل في المستشفى قد تسبِّب الكثير من الألم النفسي له ولأسرته، لذلك يلزم تأهيله لكيفية التعامل مع الآلام والحجز بالمستشفى والتقليل من حالات الانتحار.
ويعدُّ اللعب وعرض الصور الفوتوغرافية المثيرة والقصص وخلق حوارات من أهم البرامج المساعدة على التأهيل العلاجي وبخاصةٍ في حالة إقامة الأطفال في المستشفيات، حيث تزيد من ثقتهم بأنفسهم، وتقلِّل من الشعور بالقلق والخوف وتقلِّل صدمة الانفصال عن البيت والانتقال المفاجئ.
من المؤكد أن إصابة طفل بإعاقة أو موته نتيجة عنها يسبِّب الألم النفسي الشديد للأسرة، لكن في وجود الأخصائي النفسي قد يقل حدوث هذا الأمر أو يتم التعامل معه قبل أو بعد حدوثه.
الفكرة من كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
فرحة انتظار مولود جديد لا يضاهيها فرحة ورسم الخيالات عن الطفل وتربيته وحياته من أمتع الخيالات لدى الكثير من الناس، لكن ماذا لو جاء الطفل باحتياج أو إعاقة ما مهما بلغ حجمها؟ قد يصاب الأهل أحيانًا بخيبة أمل وصدمة، ينشغلون بالعلة ويتجاهلون احتياجه الفطري إلى الشعور بالأمان وتوقُّعاته الإيجابية من المحيطين به، خاصةً توقُّعات القبول والحب غير المشروط، حيث تكون طبيعته أقل استقرارًا وأكثر غضبًا، وأي شيء يخالف توقُّعاته بالأمان والاحتواء والتفهُّم من المحيطين قد يسبِّب له الخذلان والاكتئاب حتى وإن لم يظهر لنا ما يشعر به من انهزام نفسي ورفض، فذلك يرجع فقط إلى النظرة غير الواعية إلينا لا بحقيقة ما يشعر.
في هذا الكتاب يناقش الدكتور جمال شفيق كيفية مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على تحسين جودة حياتهم ووجوب الاستعانة بالأخصائي النفسي لأهمية دوره.
مؤلف كتاب دور الأخصائي النفسي في تحسين جودة الحياة
جمال شفيق أحمد: أستاذ علم النفس الإكلينيكي واستشاري العلاج النفسي للأطفال والمراهقين، ورئيس قسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس معهد الدراسات العليا للطفولة، وحصل على جائزة البحوث الممتازة لجامعة عين شمس عن البحث المقدَّم منه بعنوان “تباين مستويات الشعور بالوحدة النفسية لدى المراهقين من الجنسين ومدى قدرتها التنبؤية ببعض متغيرات الشخصية”.
وقام بدراسات وأبحاث أخرى بعنوان: “اتجاه الأطفال المحرومين من أسرهم الطبيعية نحو المؤسَّسات الإيوائية المودعين بها وعلاقتها بدرجة القلق والاكتئاب لديهم”، و”الأفكار الجنسية الشائعة لدى المراهقات في الريف والحضر، و”الوسواس القهري لدى الأطفال والمراهقين من الجنسين وعلاقته بمدى قدرتهم الابتكارية”.